الحدث:
قام مجهولون بتعليق بيانات "نعي" ممهورة بعبارة "أبناء المستنقعات كما تسمّوننا"، على جدران عدة أحياء في مدينة طرابلس شمال لبنان، غالب سكانها من طبقة السياسيين والأغنياء والميسورين وتنتشر فيها المطاعم والمقاهي الراقيّة؛ حيث حملت البيانات تهديدًا لسكان تلك الأحياء باستهداف مصالحهم وأعمالهم وسياراتهم ومناشطهم الاجتماعية، ما لم يساعدوا سكان المناطق الفقيرة، لا سيما في شهر رمضان. وقد ترافقت هذه الظاهرة مع تجوّل دراجات نارية وسيارات يقودها مجهولون في تلك الأحياء ليلًا وبشكل يومي، تقوم بإطلاق الرصاص العشوائي وإرعاب السكان.
الرأي:
تعتبر هذه الظاهرة جديدة على مدينة طرابلس من حيث النمط المستخدم، فيما لم تُصدِر الأجهزة الأمنيّة أيّ بيان يفيد بمتابعة القضيّة وكشف الفاعلين، كون ما جرى يحمل تهديدًا وتحريضًا للفقراء على الأغنياء، خاصةً وأنها تأتي في ظل أجواء القلق والتخوف التي سادت في المدينة عقب مقتل الشيخ "أحمد شعيب الرفاعي" بالطريقة التي جرت بها.
وبينما يحتمل أن يكون من يقف وراء هذه التهديدات مجموعات محدودة تحركها دوافع اجتماعية واقتصادية، لكن ليس من المستبعد كذلك أن تقف وراء هذه الظاهرة مجموعات من "البلطجية" التي تعمل تحت غطاء أمني أو سياسي، بهدف افتعال أجواء من الشحن والتخويف لتحقيق أهداف سياسية أو أمنية.
ومع اقتراب شهر رمضان، وفي ظل تفلت السلاح وتصاعد معدلات الفقر والبطالة في المدينة، ووسط تفاقم الأزمة المعيشية وانعكاسها في تراجع القدرة الأمنية على ضبط الأوضاع، فإن هذه الحملة التحريضية قد ينتج عنها حوادث سرقة أو سلب أو سطو مسلح أو حرق محال أو حتى قتل، ما لم تتعامل الأجهزة الأمنية بشكل استباقي لمنع مثل هذه التداعيات.