الحدث:
أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" بأن إيران ستوقف شحنات الأسلحة السرية إلى الحوثيين في اليمن، كجزء من اتفاق تطبيع العلاقات مع السعودية الموقع في العاشر من آذار/ مارس الجاري. وبحسب ما ورد، يحاول دبلوماسيون إيرانيون وسعوديون التوصل لمزيد من التفاهمات قبل بدء شهر رمضان المبارك في الـ23 من الشهر الجاري.
الرأي:
إذا التزمت إيران بهذا التعهد، فإن الانخفاض اللاحق في إمدادات الأسلحة إلى اليمن سيُزيد من الضغط على الحوثيين للتوصل إلى وقف إطلاق نار طويل مع الحكومة اليمنية، تمهيدًا لمحادثات سلام. بالمقابل، من المرجح أن تمضي السعودية قدمًا في إعادة فتح سفارتها في طهران، والالتزام بتعهداتها حول عدم السماح باستخدام أراضيها لأي عمليات محتملة ضد إيران، ما سيسفر عن علاقات أكثر هدوءًا بين البلدين في المدى المتوسط. لكن هذا لا يعني أن إيران بصدد التخلي عن استثمارها في الحوثيين، أو أنها ستتنازل عن ضمان بقاء نفوذهم في مستقبل اليمن، لكنّها ستمارس مزيدًا من الضغوط عليهم للالتزام الكامل بعدم التصعيد ضد السعودية والإمارات في ظل أولوياتها الراهنة، إذ إن هذا أحد مطالب الرياض الأساسية.
في هذا الإطار، أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، في الـ20 من آذار/ مارس الجاري، أن بلاده اتفقت مع الإمارات خلال زيارته الأسبوع الماضي، على تسهيل التجارة بين البلدين باستخدام الدرهم الإماراتي، وهو ما يبرر مشاركة محافظ البنك المركزي الإيراني في الوفد الذي رافق "شمخاني". ويشير هذا إلى أن الضغوط الاقتصادية التي تواجهها طهران حاليًا تفتح مجالًا لمزيد من التعاون الاقتصادي والتجاري مع دول الخليج، وهو ما يزيد من الحاجة للحفاظ على التفاهمات الأمنية بين الجانبين.
