الحدث:
تعرض موكب وزير الدفاع اليمني، الفريق الركن محمد الداعري، لهجوم بطائرات مسيرة في منطقة الوازعية غرب اليمن، وكان الوفد يضم كلًا من رئيس أركان الجيش، الفريق صغير بن عزيز، وقائد قوات الدعم والإسناد بالتحالف، اللواء سلطان البقمي، ومحافظ تعز، نبيل شمسان. وقد أسفر الهجوم، الذي يُعتقد أن الحوثيين هم من يقف وراءه، عن إصابة "شمسان" ومقتل جندي وإصابة ثلاثة آخرين. من جانبه، وصف وزير الإعلام والثقافة والسياحة، معمر الإرياني، الهجوم بأنه "محاولة لاغتيال محافظ تعز". يذكر أن الهجوم يتزامن مع تصعيد كبير تشهده جبهات القتال في مأرب وشبوة بين جماعة الحوثي والجيش اليمني، كما يأتي عقب أسبوع من توصل الحوثيين والحكومة الشرعية لاتفاق لتبادل الأسرى، شمل 706 أسيرًا من أسرى الحوثيين مقابل 181 أسيرًا من أسرى الحكومة اليمنية.
الرأي:
قد يكون هذا التصعيد من قبل الحوثيين لأغراض عسكرية وسياسية؛ فمن الناحية العسكرية يهدف للسعي إلى السيطرة على مواقع استراتيجية قريبة من الموارد الهامة، بينما يهدف من الناحية السياسية التأكيد على حضور الحوثيين وإبراز قدراتهم الذاتية، وعدم ترتب أي التزامات عليهم تتعلق بالمعارك داخل اليمن نتيجة الاتفاق بين السعودية وإيران؛ إذ من المتوقع أن الاتفاق، الذي لم تُعلن تفاصيله، يقدم ضمانات للسعودية بعدم استهداف أراضيها، لكنّه لا يشمل وقفًا لإطلاق النار بين طرفي الحرب داخل اليمن.
على جانب آخر، قد تشكّل هذه التطورات تهديدًا على تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى بين الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي، الذي جرى التوقيع عليه في الـ20 من آذار/ مارس الجاري، واستمر التفاوض حوله منذ مطلع عام 2019، لكن من المرجح أن يلتزم الجانبان في نهاية المطاف بتنفيذ الاتفاق.
ومع هذا، فإن التصعيد المستمر على الأرض يشكل اختبارًا حقيقيًا لمدى قدرة السعودية وإيران على تنفيذ اتفاقهما، الذي تم توقيعه في العاشر من الشهر الجاري، والذي يُنتظر منه أن يؤتي أولى ثماره في تخفيض حدة التوتر والبدء في تسوية شاملة تنهي الحرب في اليمن. ومن المرجح أن تستمر جماعة الحوثي في تصعيدها خلال الأسابيع القادمة، لتخوض أي مفاوضات محتملة من موقع أقوى وبأفضلية ميدانية.
