خطوة لا تبدو ذاتية من عمّان

مبادرة أردنية للانفتاح العربي على "الأسد" في ظل مخاوف أمنية

الساعة : 13:15
30 مارس 2023
مبادرة أردنية للانفتاح العربي على

الحدث:

أعلن وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، عن مبادرة أردنية لإيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا، وذلك بعد لقائه المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسن، في عمّان، موضحًا أنَّ المبادرة الأردنية تنطلق من "دور عربي مباشر وحوار سياسي لحل الأزمة وتفرعاتها الأمنية والسياسية". وأضاف "الصفدي" أنَّ الأردن ينسق مع الأمم المتحدة لإطلاعها على تفاصيل المبادرة، مشيرًا إلى أنَّ اللقاء بحث في المبادرة من زاوية التنسيق مع الأشقاء العرب وتفاصيلها وموعد إطلاقها، بهدف التحرك العربي الجاد لحل الأزمة السورية، والتحرك وفق مبدأ خطوة مقابل خطوة.

الرأي:

لا تبدو المبادرة الأردنية "ذاتية" أو منعزلة عن تنسيق وثيق مع بعض الدول العربية المعنية بالانفتاح على النظام السوري، وعلى وجه التحديد الإمارات التي تقود جهودًا بارزة في هذا المضمار، والتي زارها "الأسد" مؤخرًا. فمن جهتها، تحاول عمّان مجددًا فتح ملف العلاقة مع دمشق من بوابة تبني طرح هذه المبادرة، ومحاولة إيجاد غطاء لها من قبل الأمم المتحدة، نظرًا لحجم الفائدة الاقتصادية والأمنية التي ستعود على الأردن حال عودة علاقاتها الطبيعية مع سوريا.

في هذا السياق، يبرز حديث وزير الخارجية الأردني عن "دور عربي مباشر لحل الأزمة وتفرعاتها الأمنية"، حجم الارتداد الأمني الكبير الذي أصبحت تعاني منه الحدود مع سوريا؛ فإلى جانب حالة السيولة في تهريب المخدرات والأسلحة، هناك مخاطر تواجد المليشيات الإيرانية، والتي أشارت معلومات إلى أن تنسيقًا أردنيًا أمريكيًا "إسرائيليًا" أصبح ساخنًا لمواجهة تداعياتها من داخل الأراضي الأردنية.

من جهة أخرى، يبدو أن عمّان تسعى للاستفادة من أجواء المصالحة الإيرانية السعودية والانفتاح الإماراتي مع طهران، لكنها ستبقى حذرة ومتخوفة من رد الفعل الأمريكي المتصلب حتى اللحظة من فكرة إعادة تأهيل نظام "بشار الأسد".