هجمات ستزيد التوتر بين إيران و"إسرائيل"

مقتل مستشارين إيرانيين في سوريا.. انقسامات "إسرائيل" الداخلية لن تعطل المواجهة مع طهران

الساعة : 14:00
4 أبريل 2023
مقتل مستشارين إيرانيين في سوريا.. انقسامات

الحدث:

أعلنت العلاقات العامة بالحرس الثوري الإيراني، في الثاني من نيسان/ أبريل الجاري، وفاة النقيب "مقداد جعفر آبادي" متأثرًا بجراحه إثر الغارات "الإسرائيلية"، التي أُطلقت على ريف دمشق فجر الـ31 من آذار/ مارس الماضي، ليلحق بزميله المستشار بالحرس الثوري، ميلاد حيدري، الذي توفي في الغارة ذاتها.

الرأي:

يأتي مقتل الضابطين الإيرانيين إثر حملة قصف "إسرائيلية" تكررت على مدار ثلاثة أيام، استهدفت عددًا من المواقع العسكرية والقواعد الجوية السورية التي يتواجد فيها خبراء إيرانيون. ويرجح أن الغارة رد "إسرائيلي" على هجوم وقع في الـ12 من آذار/ مارس الماضي بواسطة عبوة ناسفة في مفترق مجدو شمال نابلس؛ حيث تبين أن منفذ الهجوم تسلل من لبنان بواسطة سلم متحرك ووصل إلى عمق 40كم من الحدود، وبقي عدة أيام داخل فلسطين المحتلة وبرفقته أسلحة وعبوات ناسفة، قبل أن ينفذ الهجوم ويقتله جيش الاحتلال خلال عملية تفتيش. وقد اعتُبر الحادث بمثابة إخفاق أمني، ما دفع رئيس الحكومة "نتنياهو" لاختصار زيارته إلى ألمانيا والعودة لمتابعة الحادث.

وبعد عدة أيام من وقوع هذا الحادث اغتيل "علي الأسود"، أحد الكوادر العسكرية لـ"سرايا القدس" في دمشق بثلاثين رصاصة، ثم بدأت سلسلة من الغارات "الإسرائيلية" ضد أهداف إيرانية في سوريا، بعد أن تدارست تل أبيب أشكال الرد الأنسب على عملية مجدو، ومدى انخراط "حزب الله" اللبناني فيها. ويرجّح أن اختيار سوريا كساحة للرد، بدلًا من لبنان، يهدف لإرسال رسالة مباشرة لطهران بأن الأزمة الداخلية في "إسرائيل" لن تمنعها من الرد على أي هجمات تستهدفها.

بالمقابل، فإن تعهد الحرس الثوري بالانتقام لمقتل ضابطيه يضع الكرة في ملعب طهران، التي ستكون مضطرة للرد بشكل لا يصعّد حالة الصراع، في ظل التربص "الإسرائيلي" بالمشروع النووي الإيراني، وتعهد "نتنياهو" بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، وأن يُبقي في الوقت ذاته على توازنات الردع بينها وبين تل أبيب.

من جهة أخرى، فإن تكثيف الهجمات "الإسرائيلية" يأتي بعد الاتفاق السعودي الإيراني على عودة العلاقات بين البلدين، وتكرر الاشتباكات بين مجموعات موالية لإيران والقوات الأمريكية في سوريا، وهو ما يضيق من جغرافية الرد الإيراني لتجنب توتر العلاقات مع الرياض أو تصعيد الصراع مع واشنطن. وعليه، فمن المتوقع خلال الفترة القادمة أن تزداد وتيرة الهجمات "الإسرائيلية" ضد إيران، سواءً لصرف الانتباه عن الأزمات الداخلية أو لإفشال سيناريو التهدئة الإيرانية السعودية.