"نتنياهو" ينقل معركة للفلسطيني

اقتحام الأقصى قد يوحد الساحات الفلسطينية في موجة تصعيد شاملة

الساعة : 15:45
5 أبريل 2023
اقتحام الأقصى قد يوحد الساحات الفلسطينية في موجة تصعيد شاملة

الحدث:

اقتحمت أعداد كبيرة من الأجهزة الأمنية "الإسرائيلية" مدعومة بالجيش، ساحات المسجد الأقصى عقب انتهاء صلاة التراويح واعتدت بشكل وحشي على المعتكفين. وأفادت مصادر مقدسية بإصابة عشرات المعتكفين نتيجة استهدافهم بقنابل الغاز والرصاص المطاطي داخل المصلى القبلي في محاولة لتفريغه. علاوةً على ذلك، اعتقلت الأجهزة "الإسرائيلية" أكثر من 500 شخص من المرابطين والمعتكفين داخل باحات الأقصى، فيما أظهرت صور قيام تلك الأجهزة بالتنكيل بالمعتقلين أثناء عملية اعتقالهم، وفرضت قيودًا على أبواب الأقصى لمنع دخول الفلسطينيين إليه بعد إفراغه من المرابطين. ويتزامن هذا الهجوم على الأقصى، مع دعوات "جماعات الهيكل" للحشد فيما يسمى "عيد الفصح" لذبح القربان في داخل ساحات المسجد الأقصى.

الرأي:

يعتبر اقتحام المسجد الأقصى هذه المرة مختلفًا عن المرات السابقة، لا سيما في ظل الظروف الحالية التي تمر بها الأراضي الفلسطينية بشكل عام، وما تعانيه "إسرائيل" من انقسام داخلي لم تشهد له مثيلًا منذ قيامها، بسبب خطة حكومة "نتنياهو" لإجراء التعديلات القضائية وتشريعها.

وفي ظل تراجع "نتنياهو" مؤقتًا عن تمرير التعديلات القضائية، فإنه يتعرض لابتزاز من أعضاء حكومته، لا سيما وزيري الصهيونية الدينية المتطرفين، إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، اللذين يحاولان تنفيذ سياسات متطرفة في القدس والضفة، وتحديدًا تغيير الوضع القائم في الأقصى وتكريس التقسيم الزماني والمكاني لصالح المستوطنين، والسماح لهم باقتحامه بشكل مستمر وتقديم القربان داخل ساحاته دون أي اعتراض. بدوره، يرى "نتنياهو" أنها فرصة لتصدير الأزمة الداخلية في "إسرائيل" نحو الأراضي الفلسطينية، بهدف توحيد الجبهة الداخلية لا سيما المنظومة الأمنية والعسكرية التي شهدت انقسامًا عميقًا مؤخرًا ودفعته لإقالة وزير الدفاع، يوآف غالانت، على خلفية معارضته للتعديلات القضائية.

بالمقابل، يمثل هذا التصعيد الأمني الخطير تقويضًا لتفاهمات قمتي العقبة وشرم الشيخ الأمنيتين، اللتين كانتا تهدفان لدعم التهدئة بين الجانبين الفلسطيني و"الإسرائيلي"، كما يضع مزيدًا من الحرج على السلطة الفلسطينية التي شاركت في هاتين القمتين، رغم عدم جدية حكومة "نتنياهو".

بشكل عام، يعتبر شهر رمضان عاملًا حساسًا للغاية في الأقصى نظرًا لقدسية الزمان والمكان، وهو ما قد يدفع لتصعيد الوضع الأمني على نحو غير مسبوق، ليس فقط في مدينة القدس بل في كل الأراضي الفلسطينية على غرار معركة "سيف القدس"؛ فالاعتداء على الأقصى كفيل بتوحيد الساحات الفلسطينية ودمجها مجددًا، في مواجهة واسعة ضد مخططات "جماعات الهيكل" المتطرفة. وهذا سيمثل كابوسًا جديدًا للأجهزة الأمنية والعسكرية في "إسرائيل"، حال دخول قطاع غزة وفلسطينيي الداخل المحتل على خط المواجهة، إلى جانب الوضع المتفجر أصلًا في القدس والضفة، وتوتر الجبهة الشمالية بعد عملية مجدو وما تركته من آثار، لا سيما مع توجيه الاتهام إلى "حزب الله" بالوقوف خلفها.