تصعيد دون مواجهة شاملة

تصاعد الهجمات "الاسرائيلية" في الأراضي السورية لا يعكس تغيرًا في معادلة الصراع مع إيران

الساعة : 15:45
5 أبريل 2023
تصاعد الهجمات

الحدث:

شنت طائرات "إسرائيلية"، منتصف ليل الخميس/الجمعة 30 آذار/ مارس الماضي، هجمات على قاعدة للدفاع الجوي في محيط دمشق وهدفًا متحركًا على المتحلق الجنوبي، يعتقد أنه موكب لإحدى الشخصيات كان في طريقه إلى منطقة المربع الأمني في كفرسوسة، تبعها في اليوم التالي مباشرة غارات استهدفت نقاط عسكرية موجودة بالقرب من  تل "المانع"، التابع لناحية الكسوة غرب دمشق. وفي فجر الأحد الثاني من نيسان/ أبريل الجاري استهدفت غارات "إسرائيلية" أيضًا مطار الضبعة العسكري بمدينة حمص؛ حيث استهدف القصف المدرج الرئيسي للمطار وأحد هنغارات الطائرات، ومحطة تحكم واتصال خاصة بالطائرات المسيرة. كما استهدفت غارات "إسرائيلية"، منتصف ليل الثلاثاء الرابع من الشهر الجاري، مواقع في محيط مطار دمشق الدولي، ومواقع أخرى في مزارع منطقة السيدة زينب على الطريق المؤدي إلى منطقة البحدلية.

الرأي:

استهدفت الغارات "الإسرائيلية" بشكل مباشر مواقع لحلفاء النظام السوري (إيران – حزب الله)، وأسفرت عن مقتل شخصيات قيادية في الحرس الثوري الايراني و"حزب الله" وحركة "الجهاد الإسلامي"؛ حيث نعى الحرس الثوري بعد غارات الجمعة كلًّا من المستشارين العسكريين، ميلاد حيدري ومقداد مهقاني. كما نعى "حزب الله" اللبناني القيادي "حسن محمد صوفان"  الملقب بـ"يعقوب"، والذي قضى في الغالب إثر الغارات التي استهدفت مطار الضبعة العسكري بمدينة حمص، إضافةً لإصابة خمسة عسكريين من قوات النظام. ومن الأشخاص الذين تم استهدافهم في إحدى ضواحي دمشق القيادي العسكري في حركة "الجهاد الإسلامي"، على رمزي الأسود، الذي تذكر المصادر أنه كان يعمل في مجال تطوير الطائرات المسيرة.

مما سبق نلاحظ أن المنظومة الأمنية "الإسرائيلية" تواصل التركيز على استهداف القدرات العسكرية لإيران وحلفائها، وتستهدف المواقع والشخصيات التي تعمل على تطوير هذه القدرات، خصوصًا العاملين على تطوير منظومة الطائرات المسيرة؛ حيث جاءت الضربة التي استهدفت محطة تحكم خاصة بالطائرات المسيرة في مطار الضبعة، بعد يوم واحد من إسقاط الجيش "الإسرائيلي" طائرة مسيرة شمال بحيرة طبريا قادمة من جهة سوريا، دخلت بعمق 25كلم داخل الأراضي المحتلة.

ورغم ما سبق، فإن طرفي الصراع "الإيراني الإسرائيلي" يحرصان على وضع حدود معينة لهذه المعركة، وعدم الدخول في معركة مفتوحة في الوقت الراهن؛ فقد شكلت حالة التسلل التي شهدتها الحدود الشمالية "عملية مجيدو" استفزازًا للقيادة "الإسرائيلية" دفعها للرد بشكل رادع، لكن الوضع الداخلي في دولة الكيان دفع القيادة لاتخاذ آليات للرد لا تفضي إلى مواجهة شاملة. لذلك، فإن الساحة السورية ستظل الميدان الأنسب للرد وتوجيه ضربات إلى إيران و"حزب الله"، دون جر المنطقة لمواجهة شاملة في هذه الفترة.