تساؤلات حول الأولويات الأمنية للسلطة

اعتقال مطارَد في جنين يشير لتنفيذ السلطة تفاهمات العقبة الأمنية

الساعة : 15:30
17 أبريل 2023
اعتقال مطارَد في جنين يشير لتنفيذ السلطة تفاهمات العقبة الأمنية

الحدث:

اعتقلت قوة من جهاز الأمن الوقائي التابع للسلطة الفلسطينية المطارَد من قبل قوات الاحتلال "الإسرائيلي"، طلال الحصري (27 عامًا)، وهو شقيق الشهيد عبد الله الحصري، أحد قادة "كتيبة جنين" التابعة لـ"سرايا القدس". وبحسب شهود العيان، فإن قوة أمنية داهمت منزلًا كان يتواجد به المطارد واقتادته إلى أحد مراكزها للتحقيق معه بعد الاعتداء عليه. وفي أعقاب انتشار خبر عملية الاعتقال أطلق مسلحون النار على "مقر المقاطعة" في مدينة جنين، والذي يضم مقرات العديد من الأجهزة الأمنية للسلطة، كما خرجت مسيرة حاشدة في مخيم جنين رفضًا لعملية الاعتقال وملاحقة المقاومين، الأمر الذي دفع السلطة للإفراج عنه بعد ساعات من احتجازه.

الرأي:

من المرجّح أن عملية اعتقال "الحصري" تعكس اتجاه السلطة لتنفيذ جانبها من التفاهمات الأمنية، لاجتماعي العقبة وشرم الشيخ اللذين شاركت فيهما وعقدا بضغوط أمريكية ومصرية وأردنية. وليست هذه المرة الأولى التي يحدث فيها هذا النوع من الاشتباكات بين أجهزة السلطة ومجموعات المقاومة، عقب ملاحقة واعتقال أفرادها من قبل السلطة لا سيما في جنين، لكنّ اللافت أن الشارع الفلسطيني يواصل التفاعل بشكل أسرع وأكبر، خاصةً في ظل حالة التوتر مع سلطات الاحتلال، وهو ما قد يؤدي لصدمات أوسع خلال أي محاولة قادمة على غرار الصدمات التي أعقبت اعتقال المطارد "مصعب اشتية"، بين الشارع وأجهزة السلطة في نابلس وجنين نهاية العام الماضي.

من جاب آخر، تأتي عملية اعتقال "الحصري" في ظل حالة من الفلتان الأمني بمحافظات الضفة الغربية، بلغت حد السطو المسلح على أحد البنوك في الخليل، والسطو على المراكز والمحلات التجارية في العديد من المناطق، علاوة على الإضرابات النقابية والمهنية لا سيما "حراك المعلمين" المستمر منذ حوالي شهرين، وهو ما يضع تساؤلات حول الأولويات الأمنية لأجهزة السلطة، في ظل تراجع الأمن المجتمعي مقابل تصعيد إجراءات الأمن السياسي والتنسيق الأمني مع الاحتلال.