تساؤلات كثيرة حول الحادث دون إجابات

اعتقال النائب "العدوان".. مخاوف "إسرائيلية" من تحول الأردن لقاعدة إمداد للضفة

الساعة : 12:15
27 أبريل 2023
اعتقال النائب

الحدث:

اعتقلت سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" النائب الأردني، عماد العدوان، بتهمة محاولة تهريب أسلحة وكميات كبيرة من الذهب إلى الضفة الغربية المحتلة، أثناء تفتيش سيارته على جسر الملك حسين. وقالت هيئة البث "الإسرائيلية" إن "العدوان" يخضع للتحقيق من قبل جهاز "الشاباك"، فيما قال وزير خارجية الاحتلال، إيلي كوهين، إنّ قضية النائب "خطيرة للغاية"، موضحًا أن توقيف "العدوان" تم بناءً على معلومات استخباراتية، لكنه اعتبر أن القضية جنائية لا علاقة للحكومة الأردنية أو البرلمان الأردني بها. بدورها، أصدرت وزارة الخارجية الأردنية بيانًا أكدت فيه أنها، وبالتنسيق مع الجهات المعنية، تتابع القضية وتعمل على معالجتها وإنهائها بأسرع وقت ممكن.

الرأي:

لا زال الغموض يكتنف تفاصيل وحيثيات حادثة توقيف النائب الأردني، عماد العدوان، ومحاولته إدخال أسلحة بهذا الشكل إلى الأراضي المحتلة؛ فقد برزت أسئلة عديدة أكثر من الإجابات حول الحادثة، مثل مصدر الأسلحة والجهة التي وفرتها والجهة التي ستستلمها داخل الأراضي المحتلة، وهل هذه هي المرة الأولى التي تدخل فيها أسلحة بهذا الشكل، وعلاقات النائب بفكرة إدخال أسلحة لفلسطين، وهل هي موجهة لفصيل مقاوم أم تجار أسلحة أم لجهات أخرى، فضلًا عن الجهة التي أبلغت "الإسرائليين" بوجود الأسلحة ونية إدخالها.

وأيًّا تكن أبعاد الحادثة، فإنها تظهر تحولًا في شكل تعاطي الطبقة السياسية والبرلمانية والعشائرية الأردنية مع الحالة الفلسطينية؛ فـ"العدوان" عضو في البرلمان وهو ابن عشيرة شرق أردنية كبيرة ومحسوب على النظام، ولا يحمل توجهات سياسية حزبية بارزة، وليس مقربًا من الحركة الإسلامية أو خطابها، وهذا يشير إلى أن المشاعر المعادية لـ"إسرائيل" في الأردن آخذة في الازدياد. لذلك، فمن المرجح أن تتواصل جهود تهريب الأسلحة عبر الحدود لدعم الفلسطينيين، خصوصًا في ظل استمرار الحكومة اليمينية "الإسرائيلية" في اتباع سياساتها المتطرفة في الضفة الغربية؛ حيث لا ينفصل سياق الحادثة عن تفاعلات الساحة الأردنية الغاضبة مع مستجدات الواقع الفلسطيني والتصعيد في المسجد الأقصى.

وإذا وصل التوتر في الضفة الغربية إلى نقطة الانتفاضة، ستكون هناك تخوفات "إسرائيلية" من أن يكون الأردن قاعدة غير رسمية لدعم الانتفاضة، مع احتمال أن تكون الحكومة الأردنية غير قادرة، أو غير راغبة مؤقتًا، في السيطرة على تهريب الأسلحة إلى الضفة الغربية، رغم التنسيق الأمني الواسع بين الجانبين، وجهود الأردن لاحتواء التصعيد ومحاصرة الفعل المسلح في الضفة الغربية.