الحدث:
نفذت السلطات الإيرانية خلال الشهر الجاري حكم الإعدام بحق قائد "حركة النضال العربي لتحرير الأحواز"، حبيب كعب، الشهير بـ"حبيب أسيود"، وذلك بتهمة التخطيط لتنفيذ هجمات داخل إيران، من أبرزها الهجوم على عرض عسكري بمدينة الأحواز عام 2018، ما أسفر عن مقتل 25 شخصًا بينهم 12 عنصرًا من الحرس الثوري.
الرأي:
بتنفيذ حكم الإعدام هذا، يرسل النظام الإيراني عدة رسائل؛ أولها إلى الدول الأوروبية مفادها بأن طهران لن تتهاون مع أي مواطن مزدوج الجنسية ينخرط في أنشطة معادية لها، وذلك لأن "أسيود" مواطن إيراني يحمل الجنسية السويدية. كما يأتي تنفيذ هذا الحكم بعد أسابيع من إعدام نائب وزير الدفاع الإيراني الأسبق، علي أكبري، الذي يحمل الجنسية البريطانية. وردًا على ذلك، أدان كل من الاتحاد الأوروبي وألمانيا وفنلندا والنرويج وليتوانيا وإستونيا إعدام "أسيود"، فيما استدعت الخارجية السويدية القائم بأعمال السفارة الإيرانية في استوكهولم لإبلاغه باعتراضها على تنفيذ الحكم.
على صعيد آخر، وفي جانب أمني، يرسل تنفيذ الإعدام رسالة ردع للمعارضين الإيرانيين خارج البلاد عبر إظهار يد طهران الطويلة؛ حيث اختطفت الأجهزة الأمنية الإيرانية "أسيود" في تشرين الثاني/ نوفمبر 2020 من مدينة إسطنبول بتركيا، ضمن عملية أمنية معقدة جرى خلالها تشجيعه على السفر من السويد لزيارة تركيا. يذكر أن الاستخبارات الإيرانية اغتالت سابقًا القائد الأسبق لـ"حركة النضال العربي لتحرير الأحواز"، أحمد مولى، أمام منزله في لاهاي بهولندا عام 2017.
من جهة أخرى، يُتوقع أن تتأثر الحركة الأحوازية المعارضة بالتصفيات المتتالية لقادتها فضلًا عن تأثرها بتداعيات التقارب السعودي الإيراني؛ حيث تحظى الحركة بدعم من الرياض، وقد سبق أن أدانت محكمة دنماركية عام 2000 ثلاثة من أعضاء الحركة، بتهمة التجسس وتوفير معلومات لضباط سعوديين حول أفراد ومؤسسات دنماركية وإيرانية. لكن في ظل معاناة منطقة الأحواز العربية من التهميش والفقر رغم توافر الثروات الطبيعية بها من نفط وموارد معدنية، فمن المرجح استمرار الأنشطة المعارضة للسلطات الإيرانية في المحافظة، والتي سيطرت عليها بدعم بريطاني عام 1925، وغيرت اسمها رسميًا من إمارة المحمرة إلى خوزستان.