الحدث:
شنت طائرات حربية "إسرائيلية"، بعد منتصف ليل الإثنين الماضي، هجمات على منازل في قطاع غزة أسفرت عن استشهاد ثلاثة قادة بارزين في المجلس العسكري لـ"سرايا القدس"، الذراع العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، وهم: جهاد الغنام، وخليل البهتيني، وطارق عز الدين، إضافةً لاستشهاد زوجاتهم وعدد من أبنائهم ومواطنين آخرين في حصيلة بلغت 13 مواطنًا. وقالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إن الجيش يستعد لحملة مطولة، بينما قالت غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية في غزة إن "إسرائيل" "ستدفع ثمن" الهجمات.
الرأي:
جاءت الهجمات الجوية "الإسرائيلية" في أعقاب هجمات صاروخية فلسطينية على جنوب "إسرائيل" الأسبوع الماضي، والتي اندلعت عقب استشهاد الأسير الفلسطيني "خضر عدنان" المضرب عن الطعام في أحد سجون الاحتلال. وقد واجهت حكومة "نتنياهو" انتقادات حادة من وزير الأمن القومي اليميني المتطرف، إيتمار بن غفير، بسبب ما قال إنه رد ضعيف على إطلاق الصواريخ، قبل أن يوجه نواب حزبه بمقاطعة الكنيست، وهو ما يمثل ضغطًا على "نتنياهو" لأنه يهدد بتعطيل خطط الائتلاف الحكومي التشريعية بما فيها تعديلات القضاء.
ويمكن القول إن "إسرائيل" لجأت لسياسة الاغتيالات في قطاع غزة استجابةً من "نتنياهو" لضغوط أركان الائتلاف اليميني المتطرف، في محاولة للحفاظ على استمرار هذا الائتلاف ومنع انهياره واستمرار التصويت لصالح الحكومة. كما تستهدف تل أبيب من ذلك إعادة تأكيد قوة الردع ضد رموز المقاومة الفلسطينية، بعد أن أعطى قصف المقاومة الأخير رسالة بإمكانية فتح جبهات أخرى (لبنان وسوريا)، وهو ما اعتبره "نتنياهو" معادلة جديدة تسعى المقاومة لتكريسها.
من جهة أخرى، تمثل العملية "الإسرائيلية" اختبارًا جديًا للفصائل في غزة؛ حيث تعتبر تغييرًا لقواعد الاشتباك السائدة منذ سنوات، والتي فرضتها المقاومة من خلال تكرار الرد الواسع على عمليات الاغتيال الكبيرة، وهذا يفرض على فصائل المقاومة دراسة القيام برد يتناسب مع حجم هذه العملية. وبينما كانت حركة "حماس" أكثر تحفظًا في جولات تصعيد سابقة بين الاحتلال و"سرايا القدس"، فمن المرجح أن تحفّزها تلك الاغتيالات الكبيرة هذه المرة على الدخول على خط المواجهة، والتي يمكن أن تمتد إلى الضفة الغربية ولبنان؛ حيث أظهرت الحركة مؤخرًا أنها أصبحت تتمتع بوجود أقوى.