الحدث:
كشف قائد بحرية الحرس الثوري الإيراني، الأدميرال علي رضا تنكسيري، خلال أيار/ مايو الجاري عن تجهيز سفن الحرس بصواريخ كروز يبلغ مداها 2000كلم، وتركيب أنظمة دفاع جوي للمرة الأولى من طراز "كوثر 200" التي يتراوح مدى صواريخها من 5-7كلم، ونظام "كوثر 222" البالغ مدى صواريخه 17كلم، على سفينة للحرس الثوري يبلغ طولها 16 مترًا، وتبحر بسرعة 55 عقدة. بالمقابل، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، في الـ15 من الشهر الجاري أيضًا، عن تكثيف عمليات المراقبة في منطقة الخليج ومضيق هرمز، لإيصال رسالة إلى إيران مفادها "عدم التساهل مع سلوكها العدواني"، في إشارة إلى احتجاز ناقلات نفط. من جهتها، أكدت وزارة الخارجية الإيرانية أن "وجود القوات الأمريكية وأعمالها المزعزعة للاستقرار سيضاعف مسؤولية إيران في ضمان أمن المنطقة ومضيق هرمز".
الرأي:
يأتي الإعلان الإيراني عن تسليح سفن صغيرة بأنظمة دفاع جوي قصيرة المدى عقب حادثتي توقيف بحرية الحرس لناقلتي نفط في خليج عمان، وحديث قائد الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية، براد كوبر، عن تخطيط واشنطن لنشر أكثر من 100 سفينة مسيرة بحلول نهاية الصيف في مياه الخليج للتعامل مع تهديدات إيران، ما يضاعف عدد السفن المسيرة الأمريكية المتمركزة في مياه الخليج، وذلك في ظل استعراض القوى المتبادل بين إيران والولايات المتحدة لإثبات الهيمنة على حركة الملاحة بالمنطقة.
وفي ظل امتلاك البحرية الإيرانية لعدد كبير من السفن الصغيرة السريعة التي تناسب بيئة العمل قرب السواحل الإيرانية، فإن التهديدات الرئيسية لإيران تأتي من القوات الأمريكية والأجنبية الموجودة في المنطقة، وتتمثل أوجه الضعف الرئيسية لإيران في ضعف سلاحها الجوي نظرًا للعقوبات الدولية المفروضة عليها، وحيازتها لطائرات عتيقة من عهد الشاه، وبالتالي لا تستطيع توفير حماية جوية فعالة لسفنها العاملة في الخليج. ولذا فإن تسليح السفن الصغيرة بأنظمة دفاع جوي يوفر لها مظلة حماية، وإن كان مداها المحدود يقلل من فاعليتها في مواجهة أنظمة التسليح الغربية الذكية القادرة على إصابة الأهداف من مئات الكيلومترات.
في السياق ذاته، فإن تجهيز سفن الحرس الثوري بصواريخ كروز يبلغ مداها 2000كلم يعزز من قدرة طهران على تهديد واستهداف القواعد العسكرية الأمريكية بمنطقة الخليج، والأهداف "الإسرائيلية" داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، فضلًا عن منحه إيران قدرة على استهداف أماكن بعيدة عنها انطلاقًا من البحر، وهو ما سعت طهران لتوكيده عبر إرسال دوريات وقوافل بحرية خلال الشهور الماضية، إلى مناطق حيوية بعيدة عنها في أمريكا اللاتينية ومضيق ملقا وإندونيسيا وباكستان والبحر الأحمر.
