عجز طهران عن القضاء على التمرد البلوشي

تصاعد الهجمات في بلوشستان إيران ينذر باستمرار الفلتان والاستنزاف الأمني

الساعة : 15:45
22 مايو 2023
تصاعد الهجمات في بلوشستان إيران ينذر باستمرار الفلتان والاستنزاف الأمني

الحدث:

أعلن مقر "القدس" التابع للحرس الثوري بجنوب شرق إيران فرار منفذي الهجوم الذي وقع في الـ20 من أيار/ مايو الجاري، على مخفر "مزه سر" التابع لحرس الحدود في مدينة سراوان ببلوشستان، إلى عمق الأراضي الباكستانية عقب اشتباكات أسفرت عن مقتل خمسة من عناصر حرس الحدود الإيراني وإصابة اثنين آخرين.

الرأي:

يعتبر الهجوم الأخير ذروة سلسلة هجمات دامية شهدتها محافظة "سيستان بلوشستان"، منذ مقتل 93 متظاهرًا في مظاهرات بمدينة زهدان عقب صلاة الجمعة في الـ30 من أيلول/ سبتمبر الماضي، على خلفية اغتصاب فتاة بلوشية على يد شرطي. فخلال الأسابيع الثلاثة الماضية فقط، وقعت عدة هجمات من أبرزها اغتيال رئيس شرطة مباحث سراوان ببلوشستان، العقيد علي رضا شهركي، وزوجته، واغتيال ضابط الحراسات بمدينة إيرانشهر، الملازم أول محسن رضائي، فضلًا عن مقتل نائب قائد مباحث مدينة خاش، النقيب ياسر عبدولي، في اشتباك مسلح.

وتشير هذه الوتيرة المكثفة من الهجمات إلى وجود حالة من الفلتان الأمني بمحافظة بلوشستان؛ فلم تفلح محاولات السلطات الإيرانية لامتصاص حالة الغضب وسط أهالي المحافظة، والتي كان آخرها إصدار القضاء العسكري، خلال الشهر الجاري،  لائحة اتهام بحق 26 شخصًا من عناصر الأجهزة الأمنية متهمين بالتسبب في مجزرة أيلول/ سبتمبر في زاهدان. فقد وُجّه الاتهام إلى 11 شخصًا بإطلاق النار وقتل وإصابة المصلين، فيما اتُّهم 15 شخصًا آخرون بإساءة استغلال وظائفهم وإطلاق النار خلافًا للتعليمات الأمنية.

رغم ذلك، يطغى الشعور بالتهميش الاقتصادي والسياسي والاضطهاد على البلوش السنة، الذين يمثلون 85% من سكان المحافظة البالغ عددهم نحو ثلاثة ملايين نسمة، ما انعكس على ظهور تمرد مسلح ببلوشستان منذ عام 2002 يقوده حاليًا جيش العدل. ويعتبر الهجوم الأخير هو الأكبر من حيث حجم الخسائر الناتجة عنه، فيما يشير هروب المهاجمين إلى داخل الأراضي الباكستانية لوجود قواعد خلفية لهم في المناطق البلوشية من باكستان، وهو ما يتسق مع صور نشرها تنظيم "جيش العدل" منذ بضعة أشهر لعرض عسكري لعناصره المتمركزين قرب الحدود الباكستانية الإيرانية. من جهتها، تخشى طهران أن يتلقى المقاتلون البلوش دعمًا من أفغانستان لتكثيف أنشطتهم داخل إيران، بينما لا يبدو أن الأجهزة الأمنية الإيرانية قادرة على القضاء على التمرد ببلوشستان في ظل تمتعه بحاضنة شعبية، ووجود حدود مفتوحة وقاعد خلفية للجماعات البلوشية في باكستان وأفغانستان.