تطور نوعي للمقاومة

تصدي المقاومة لاقتحام جنين يجدد الجدل حول حاجة الاحتلال لعملية واسعة شمال الضفة

الساعة : 14:45
20 يونيو 2023
تصدي المقاومة لاقتحام جنين يجدد الجدل حول حاجة الاحتلال لعملية واسعة شمال الضفة

الحدث:

أفادت مصادر طبية فلسطينية باستشهاد أربعة فلسطينيين وإصابة 45 آخرين، خلال اقتحام قوات أمنية وعسكرية "إسرائيلية" لمدينة ومخيم جنين فجر الإثنين الـ19 من حزيران/ يونيو الجاري. بالمقابل، أصيب سبعة جنود "إسرائيليين" بعضهم في حالة خطيرة في كمين نصبه مسلحون فلسطينيون للقوات "الإسرائيلية" المقتحمة للمخيم، فيما أفادت وسائل إعلام الاحتلال بأن جميع الجنود المصابين من حرس الحدود. إلى جانب ذلك، استخدمت القوات "الإسرائيلية" طائرات الأباتشي للمرة الأولى منذ حوالي 20 عامًا في قصف حي الجابريات بالمخيم، فضلًا عن استخدام المسيرات وتحليق مقاتلات من طراز "إف-16" فوق جنين ضمن العملية.

الرأي:

يُعدّ تصدي المقاومة لعملية الاقتحام هذه المرة الحدث الأبرز خلال هذا الفترة؛ حيث يشير إلى تحول في استعدادات مجموعات المقاومة شمال الضفة خلال الأشهر الماضية. فقد تم اكتشاف القوة المستعربة المقتحمة  لجنين من البداية وتبادل النشطاء الفلسطينيون إطلاق النار معها بشكل كثيف، ما دفع الجيش "الإسرائيلي" لإدخال تعزيزات كبيرة إلى عمق المنطقة فيما يشبه عملية إنقاذ للقوة التي تم استهدافها. بعد ذلك، فاجأ النشطاء القوات "الإسرائيلية" باستهدافها بعدد من العبوات شديدة الانفجار، الأمر الذي أدى لإصابة عدد من المركبات العسكرية المتطورة وإخراج إحداها عن الخدمة وإصابة جميع الجنود الذين كانوا بداخلها.

وتأتي هذه التطورات في ظل تهرب الحكومة اليمينية "الإسرائيلية" من الوفاء بأي التزامات تجاه الفلسطينيين، لا سيما ما تم الاتفاق عليه في اجتماعي العقبة وشرم الشيخ مؤخرًا، من أجل العمل على خفض التصعيد الأمني ووقف الأعمال أحادية الجانب خاصة التوسع الاستيطاني في الضفة. لكن حكومة "نتنياهو" اتجهت لتصعيد عملياتها الأمنية والاستخباراتية وتنفيذ اقتحامات مركزة لملاحقة النشطاء الفلسطينيين، كما حدث في مخيم بلاطة الشهر الماضي، ما دفع مجموعات المقاومة لتطوير أساليبها وعملها  لمواجهة الإجراءات "الإسرائيلية" التي تهدف للقضاء على مجموعات المقاومة في عموم الضفة.

في ظل هذه التطورات، من المرجح أن يقود هذا التطور النوعي في التصدي للقوات "الإسرائيلية" في جنين إلى العودة للحديث داخل أجهزة الاحتلال الأمنية، عن الحاجة لشن عملية أمنية وعسكرية واسعة على غرار "السور الواقي" في مدن شمال الضفة. لكنّ هذا قد يقود لمواجهة أوسع ودخول مدن أخرى للمواجهة كما حدث بعد انضمام نابلس إلى جنين، وبعد ذلك دخول طولكرم وأريحا على خط المواجهة، لذلك فإن حكومة الاحتلال قد تواصل سياستها الراهنة كونها تظل الأقل تكلفة.