الحدث:
شهد الجنوب اللبناني سلسلة من الأحداث والتطورات خلال الأيام الماضية؛ حيث تعرض خراج بلدة "كفر شوبا" و"مزرعة حلتا" لقصفٍ مدفعي ردًا على إطلاق صاروخ سقط في منطقة الغجر. وفي وقتٍ سابق، وقعت مواجهات بين الأهالي وقوات الاحتلال "الإسرائيلي" في عدد من النقاط المحاذية لبلدات "ميس الجبل" و"حولا" و"مركبا" و"هونين"، فيما منعت قوة من الجيش اللبناني جرافة "إسرائيلية" من تجريف التربة خارج السياج التقني ومحاولة خرق الخط الأزرق عند حدود بلدة ميس الجبل.
وكانت "إسرائيل" قد أنجزت منذ عدة أيام ضمّ الجزء اللبناني من بلدة "الغجر" التي يمر بها الخط الأزرق، عبر إقامة جدار إسمنتي حول كامل البلدة، فيما يستمر "حزب الله" في رفض إزالة الخيمتين اللتين قام بنصبهما على أطراف "مزارع شبعا" لإيقاف تجريف الجيش "الإسرائيلي" للأراضي عند الخط الأزرق، توازيًا مع تحركات شعبية من قبل أهالي المنطقة لإزالة الشريط الشائك على الحدود.
الرأي:
تأتي التطورات الأخيرة في منطقة الجنوب في توقيتٍ حساس، سواءً في الداخل "الإسرائيلي" المأزوم أو الفراغ السياسي في لبنان، بالتوازي مع اقتراب عرض طلب تمديد عمل قوات "اليونيفيل" على مجلس الأمن الدولي الشهر القادم. وتندرج هذه التطورات في إطار "التحركات المضبوطة" بين الطرفين بهدف تثبيت وقائع على الأرض، كعملية استباقية لأي طرح قد يتم التقدّم به في المرحلة المقبلة لترسيم الحدود البرية.
ويعزّز بقاء الوضع بين الجانبين في مرحلة ما دون المواجهة مجموعة من الإشارات؛ أولها الرد المضبوط "إسرائيليًا" على إطلاق الصاروخ والسعي لحل مسألة الخيمتين بالطرق الدبلوماسية عبر الوساطات الدولية الأمريكية والفرنسية وقوات "اليونيفيل"، وإرسال رسائل عبرهم بأنه لا نية لدى الاحتلال لتصعيد الموقف. وبالمقابل، بدا "حزب الله" من خلال البيان الذي أصدره حول ضم "الغجر" ووضعه مسألة التصدي لما جرى في عهد الدولة اللبنانية ودبلوماسيتها، يجنح كذلك باتجاه خيار عدم التصعيد.
في الأثناء، تعمل القنوات الدبلوماسية على إيجاد صيغة لاحتواء الأزمة وتعرض عدة صيغ للحل، منها أن يزيل "حزب الله" الخيمتين مقابل تراجع "إسرائيل" عن ضم الغجر وإزالة الأسلاك الشائكة التي وضعتها لتطويق البلدة.
وبالتالي، من المتوقع أن تستمر هذه التحركات بين الطرفين، سواءً من الجانب "الإسرائيلي" عبر عمليات التجريف ومد الأسلاك الشائكة ومحاولة تثبيت نقاط على طول الخط الأزرق، أو من خلال استمرار "حزب الله" في التحركات الشعبية و"غير الشعبية" في تلك المناطق.