مناكفات متبادلة قد تتطور لمواجهات

"إسرائيل" وإيران تتبادلان رسائل التهديد والردع على حدود أذربيجان ولبنان

الساعة : 13:15
25 يوليو 2023

الحدث:

زار ممثل الولي الفقيه في محافظة أردبيل الإيرانية، آية الله حسن عاملي، جنوب لبنان في الـ16 من تموز/ يوليو الجاري، والتقط صورة تذكارية عند الحدود مع فلسطين المحتلة، وأشار في تغريدة نشرها في حسابه على "تويتر" إلى زيارة السفير "الإسرائيلي" إلى الحدود الإيرانية مع أذربيجان مؤخرًا، قائلًا إن "وقع كلام السفير الصهيوني عن تواجده بالقرب من إيران كان صعبًا علينًا، ولهذا السبب فقد زرت منطقة مارون الراس المتاخمة لحدود فلسطين المحتلة".

الرأي:

تتبادل طهران وتل أبيب الرسائل عبر أذربيجان وفلسطين ولبنان؛ فقد زار وزير الدفاع "الإسرائيلي" "غالانت" أذربيجان في تموز/ يوليو الجاري، وأعلن من العاصمة الآذرية باكو أن "إسرائيل" وشركاءها أفشلوا خلال السنوات الأخيرة أكثر من 50 هجومًا إيرانيًا على أهداف يهودية، كما أعلن أن زيارته تهدف لمناقشة أنشطة طهران المزعزعة للاستقرار، حسب وصفه، وبرنامجها النووي، فيما كشف وزير خارجية الاحتلال، إيلي كوهين، عن إحباط هجوم خططت له طهران على السفارة "الإسرائيلية" في أذربيجان.

من ناحيتها، تناكف طهران "تل أبيب"؛ حيث استضافت في حزيران/ يونيو الماضي وفدين من حركتي "الجهاد الإسلامي" و"حماس" اجتمعا مع قيادات إيران العليا، بمن فيهم مرشد الثورة "علي خامنئي"، والرئيس الإيراني وقائد الحرس الثوري وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي. وقد شدد "خامنئي" علنًا خلال لقاءاته مع الوفدين على التزام بلاده بتوسيع عمليات المقاومة في الضفة الغربية.

كما شهدت الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة توترًا متصاعدًا في الأسابيع الماضية، شمل إطلاق قذيفة مضادة للدروع من داخل الحدود اللبنانية، كما نصب "حزب الله" خيمتين يقيم بهما عناصره في أراض تزعم "إسرائيل" أنها تقع ضمن مناطق سيطرتها، فضلًا عن إطلاق جيش الاحتلال غازًا مسيلًا للدموع على المحتجين ضد بناء سياج شائك وجدار إسمنتي "إسرائيلي" يطوق قرية الغجر اللبنانية.

وبالتالي، فإن زيارة كل من "حسن عاملي" إلى الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة والسفير "الإسرائيلي" إلى حدود أذربيجان مع إيران تحملان رسائل تهديد ضمنية متبادلة؛ حيث تلوّح "إسرائيل" ضمنًا بأنها ستستخدم أراضي أذربيجان مثلما تستخدم أراضي كردستان العراق في شن هجمات وتنفيذ عمليات داخل إيران. بالمقابل، تعمل طهران من جهتها على تعزيز دعمها لفصائل المقاومة الفلسطينية وتشجيعها على تطوير العمل المقاوم، ما يرفع كلفة أي هجمات "إسرائيلية" ضد إيران. كما تشجع طهران "حزب الله" على مناكفة "الإسرائيليين"، ما يضع "تل أبيب" تحت ضغط وتخوف من إمكانية تطور الاحتكاكات الصغيرة إلى حرب واسعة.