الحدث:
أعلنت مجالس المقاومة الشعبية في المحافظات اليمنية عن تأسيس "المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية" برئاسة قائد مقاومة تعز، حمود سعيد المخلافي، واعتباره ممثلًا شرعيًا لها، وذلك بهدف تنسيق جهودها بما يخدم معركة استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب. جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقد مساء السبت الـ29 من تموز/ يوليو بمدينة مأرب، عقب ختام المؤتمر التشاوري الذي عقد في الـ23 من الشهر نفسه. وأكد البيان الختامي للمؤتمر الذي تلاه نائب رئيس المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية، عبد الحميد عامر، أن الكيان الجديد سيستكمل تشكيل هيئاته ولجانه التنفيذية والمكاتب المتخصصة في أول اجتماعاته المقررة خلال شهر من تاريخ الإشهار.
الرأي:
يمكن رؤية هذا الإعلان كخطوة استباقية من قبل المقاومة الشعبية لتعويض فراغ محتمل، بعد تخلي التحالف العربي عن التزاماته تجاه اليمن، كما يعد خطوة متقدمة في سياق سعي المقاومة الشعبية لأداء دور أكبر في المرحلة القادمة، خاصةً في ظل المخاوف من تراجع حلفاء الشرعية عن دعمها لاستعادة البلاد. فرغم أن جماعة الحوثي أعلنت في وقت سابق انسحابها من المفاوضات مع السعودية، إلا أن الأخيرة لا تزال تعلق آمالا كبيرة على مفاوضاتها مع الجماعة لإنهاء الحرب، حتى لو لم يتم نزع سلاح الحوثي أو إلزامه بالتخلي عن سيطرته على المحافظات الشمالية.
كما تمثل هذه الخطوة، التي تأتي بعد تسع سنوات من الحرب، رسالة واضحة من بعض الكوادر الموالية لـ"حزب الإصلاح"، والذين يمثلون قطاعًا رئيسيًا داخل المقاومة الشعبية، إلى الحكومة الشرعية والأطراف الإقليمية، مفادها الاستعداد لمرحلة ما بعد التحالف العربي التي سيحكمها توازن القُوى ميدانيًا بين المكونات اليمنية المختلفة، خصوصًا وأن الحوثيين في الشمال و"المجلس الانتقالي" في الجنوب، من المرجح أن يتبنوا نهج فرض الأمر الواقع بالقوة على الأرض.