الحدث:
قُتل ستة أشخاص وأصيب 23 آخرون جراء تفجير استهدف بلدة السيدة زينب جنوب العاصمة السورية دمشق يوم الخميس الـ28 من تموز/ يوليو، وبحسب وكالة أنباء النظام السوري "سانا"، فإن الحادث جاء "إثر انفجار دراجة نارية بالقرب من سيارة أجرة". من جانبها، قالت وكالة "أعماق" للأنباء التابعة لتنظيم "داعش"، في بيان يوم الجمعة، إن التنظيم أعلن مسؤوليته عن الهجوم. وقد جاء التفجير قبل يوم من ذكرى يوم عاشوراء التي يجري الاحتفال بها في عدة أماكن بدمشق، في مقدمتها منطقة السيدة زينب.
الرأي:
وقع التفجير وقع بالقرب من مقر أمني يتبع للمخابرات العسكرية وعلى بُعد نحو 600 متر من مقام السيدة زينب، رغم تشديد القوى الأمنية إجراءاتها في المنطقة خلال الأيام الماضية، وتزامنًا مع مجالس العزاء التي تُواكب إحياء ذكرى عاشوراء. ومن الصعب إدخال دراجة نارية أو سيارة مفخخة إلى المنطقة التي يحتاج الدخول إليها المرور على ثلاثة حواجز، الأول مشترك للميلشيات الشيعية وإدارة المخابرات العامة والفرقة الرابعة، والثاني يتبع الأمن العسكري، والثالث تابع لإدارة المخابرات العامة.
لذلك، فإن كان أفراد تابعون لتنظيم "داعش" قد تمكنوا من اختراق تلك الإجراءات الأمنية، فإن هذا إشارة واضحة على نشاط خلايا التنظيم النائمة في عمق المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، فضلًا عن ارتباك التدابير الأمنية المحتمل نتيجة تداخل عمل أكثر من جهة أمنية، سواءً أجهزة النظام أو الميليشيات الشيعية، وهو الأمر الذي يخلق بينها حالة من التراخي وربما التنافس والصراع.
كما تجدر الإشارة إلى أن هذا الهجوم وقع عقب هجوم آخر قبل أيام في منطقة السيدة زينب أيضًا؛ حيث أصيب شخصان في انفجار دراجة نارية قرب حاجز للفرقة الرابعة عند دوار الروضة، دون أن تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادث، وهو الأمر الذي يشير لإخفاق أمني لا شك فيه.
وتشير هذه التطورات إلى قدرة التنظيم على شن هجمات في أجزاء تبدو آمنة ظاهريًا من سوريا، وقد تشير الهجمات أيضًا إلى استمرار قدرة التنظيم على التجنيد في عمق مناطق النظام السوري، وسط انهيار الليرة السورية وتدهور الوضع الاقتصادي، فضلًا عن غياب أي أفق لحل سياسي.