الحدث:
استقدم الجيش الأمريكي، في الـ19 من تموز/ يوليو، تعزيزات عسكرية إلى مناطق شمال شرقي سوريا عبر معبر الوليد الحدودي مع إقليم كردستان العراق، ضمّت 30 شاحنة تحمل على متنها مواد لوجستية وصهاريج وقود وصناديق مغلفة، اتجهت نحو قواعده في ريف الحسكة خصوصًا قاعدة حقول نفط الجبسة في الشدادي جنوبي الحسكة، إضافةً لتعزيزات عسكرية دخلت إلى منطقة حقل "كونيكو" للغاز وحقل "العمر" النفطي في ريف دير الزور، مع حالة استنفار عسكري في المنطقة.
الرأي:
تشير هذه التعزيزات العسكرية إلى أن المنطقة تتجهز لمواجهات بين "قسد" المدعومة أمريكيًا والميليشيات الإيرانية، التي تسيطر على غرب نهر الفرات وتقوم بتعزيز مواقعها وترفع من جهوزيتها؛ حيث تشير مصادر ميدانية إلى أن قوات النظام سحبت العديد من نقاطها العسكرية على ضفة نهر الفرات وخطوط التماس مع "قسد"، واستبدلتها بمليشيات شيعية تتبع للحرس الثوري الإيراني منتصف تموز/ يوليو، بعد جولة قام بها المسؤول العسكري لمنطقة دير الزور في الحرس الثوري، الحاج كميل، تبعتها في اليوم التالي زيارة وزير الدفاع في النظام السوري، علي عباس، إلى المنطقة نفسها.
من جهة أخرى، ذكرت المصادر أن مليشيا الحرس الثوري الإيراني عملت على إزالة راياتها ورفع علم النظام السوري، ضمن مقارّها ونقاطها العسكرية في منطقة البوكمال شرق محافظة دير الزور، وذلك للتغطية على مواقعها خوفًا من أي هجمات محتملة، ونقلت صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى من قواعدها بريف حمص الشرقي ضمن البادية السورية إلى مدينة دير الزور.
كما تشير بعض المصادر إلى أن هذه التجهيزات تأتي في سياق معركة محتملة بين كل من "قوات الصناديد"، والتي هي جزء من "قسد"، و"جيش سورية الحرة"، الذي يعد حامية لقاعدة التنف العسكرية عند مثلث الحدود السورية الأردنية العراقية والمدعوم من التحالف الدولي من جهة، والميليشيات الإيرانية من جهة أخرى، والهدف من هذه المعركة قطع طرق الإمداد القادمة من إيران والعراق إلى مليشيات إيران في سوريا.
لكن ثمة احتمال آخر هو أن تستهدف هذه التحركات توجيه رسائل ردع خصوصًا بعد عمليات استهداف متبادلة جرت مؤخرا؛ حيث تسعى إيران للضغط على التواجد الأمريكي ودفع القوات الأمريكية للخروج من سوريا، وتستخدم لهذا الغرض مجموعات مثل ميليشيا "الجيش الشعبي"، التي أُعلن عن تشكيلها نهاية عام 2022 في محافظة دير الزور وتحوي مجموعة من الميليشيات المحلية السورية الخالصة، يقودها "نضال دليلة" الذي يشغل منصب رئيس اللجنة الأمنية والعسكرية في المدينة. بالمقابل، تسعى أمريكا لوصل مناطق النفوذ الأمريكي شمال شرق سوريا إلى منطقة التنف وقطع طريق طهران دمشق بيروت بريًّا، والذي سيمثّل الخطوة الأولى في عملية خنق الأذرع الموالية لإيران وحصارها في المنطقة الشرقية، في محاولة لاستنزافها تدريجيًّا.