استمرار المناكفات الأمريكية الإيرانية بالخليج

رسائل أمنية وسياسية من المناورات البحرية الإيرانية في الخليج

الساعة : 14:45
3 أغسطس 2023
رسائل أمنية وسياسية من المناورات البحرية الإيرانية في الخليج

الحدث:

أعلنت بحرية الحرس الثوري في الثاني من آب/ أغسطس الجاري تنظيم مناورات بحرية بعنوان "اقتدار"، للدفاع عن الجزر الإيرانية في الخليج مع التركيز على جزيرة "أبو موسى" المتنازع عليها مع الإمارات. وتضمنت المناورات لأول مرة استخدام الصاروخ الباليستي "فتح 360" وصاروخ كروز "قدير" اللذين يعملان بتقنية الذكاء الصناعي، فضلًا عن مشاركة سفينة "الشهيد حجي" المزودة بصواريخ يبلغ مداها 600كلم. كما شاركت في المناورات كل من وحدات التدخل السريع، وألوية الإمام الحسين من محافظة هرمزغان، وقوات الباسيج البحري المزودة بدعم جوي من القوات الجوفضائية للحرس.

الرأي:

إن تشديد بحرية الحرس الثوري على أن المناورة تأتي لتعزيز الدفاع عن جزيرة "أبو موسى" يرسل رسائل لعدة أطراف في مقدمتها دول الخليج وروسيا؛ حيث أغضبت إيرانَ تصريحاتٌ روسية بخصوص الجزر الثلاثة المتنازع عليها بين إيران والإمارات، أُطلقت خلال الجولة السادسة من الحوار الاستراتيجي بين روسيا ودول مجلس التعاون الخليجي على مستوى وزراء الخارجي في موسكو الشهر الماضي. وسارعت إيران عبر وزارة خارجيتها باستدعاء السفير الروسي لإبلاغه اعتراضها على ما وصفته بتدخل روسيا في الشئون الداخلية الإيرانية.

كما تأتي المناورات في ظل أجواء من التوتر تخيم على العلاقات الإيرانية الكويتية، بعد إعلان الرئيس التنفيذي لشركة النفط الوطنية الإيرانية استعداد بلاده لبدء الحفر في حقل غاز "الدرة" المشترك، وهو ما نددت به الكويت والسعودية اللتان تتمسكان بأن الحقل ملكية مشتركة بين السعودية والكويت فقط، فيما هددت الكويت ببدء الحفر في الحقل قريبًا، وهو حقل تُقدر احتياطاته بنحو 11 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، ونحو 300 مليون برميل نفطي. وفي صبيحة إطلاق المناورات، صرح مساعد الرئيس الإيراني للشؤون القانونية، محمد دهقان، على هامش اجتماع لمجلس الوزراء بوجود أرصدة مالية إيرانية مجمدة لدى البحرين تعمل على تحريرها، وهي تصريحات متبادلة تحمل في طياتها نذر توتر خليجي إيراني رغم المصالحة السعودية الإيرانية مؤخرًا.

على جانب آخر، تواصل بحرية الحرس الثوري وبحرية الجيش الإيراني تكثيف الإعلان عن امتلاك أسلحة بحرية متطورة، بهدف تعزيز الردع تجاه واشنطن التي أعلنت مؤخرًا تكثيف وجودها العسكري البحري والجوي في الخليج، لردع عمليات الاستيلاء الإيرانية على ناقلات نفط خلال إبحارها في الخليج بذرائع متعددة، والتي كان آخرها في تموز/ يوليو الماضي محاولة توقيف ناقلة النفط "ريتشموند فوييجر" التي ترفع علم جزر البهاما، بحجة اصطدامها بسفينة إيرانية، وهي المحاولة التي عرقلها تدخل سفن الأسطول الخامس الأمريكي.

كما ترسل هذه التحركات راسلة واضحة أن طهران ليست بصدد المساومة على نفوذها في مضيق هرمز ومياه الخليج، باعتبار ذلك من أهم أوراق إظهار قدرتها على التأثير الدولي. بالمقابل، يبدو أن الولايات المتحدة بصدد تعزيز الرقابة الجوية على منطقة الخليج ومضيق هرمز لردع الممارسات الإيرانية، وهو ما يعني أن أجواء التوتر من المرجح أن تستمر في الفترة المقبلة، خاصةً مع جمود المفاوضات النووية وتباطؤ التطبيع الخليجي الإيراني.