خطوة قد تدفع لتنسيق استخباري

هجوم جديد على ضريح شاه جراغ يثير تساؤلات حول قدرات "داعش" في إيران

الساعة : 11:45
15 أغسطس 2023
هجوم جديد على ضريح شاه جراغ يثير تساؤلات حول قدرات

الحدث:

شنّ مسلح من عناصر "تنظيم الدولة" هجوما على ضريح "شاه جِراغ" في مدينة شيراز بمحافظة فارس، في الـ13 آب/ أغسطس الجاري، ما أسفر عن مقتل شخص على الأقل وإصابة ثمانية آخرين، فضلًا عن إلقاء القبض على المهاجم الذي اعترف بتبعيته لتنظيم "داعش".

الرأي:

سادت في الساعات الأولى للهجوم حالة من الضبابية والتضارب حول عدد منفذي الهجوم وحول عدد القتلى، لكن مشاهد مصورة للهجوم نشرتها وسائل الإعلام الإيرانية أظهرت أن المهاجم شخص واحد، فيما استقرت التصريحات الأخيرة للمسئولين على مقتل شخص واحد على الأقل وإصابة ثمانية آخرين جراح بعضهم خطيرة. وبحسب "وكالة تسنيم للأنباء" المقربة من الحرس الثوري، فإن المهاجم يُدعى "أسلم يار" ويحمل الجنسية الطاجيكية.

يأتي هذا الهجوم الجديد بعد هجوم سابق في الـ26 من تشرين الأول/ أكتوبر 2022، أسفر آنذاك عن مقتل نحو 15 شخصًا وإصابة 20 آخرين. ويبدو أن الهجوم الأخير جاء انتقامًا لإقدام السلطات الإيرانية في تموز/ يوليو الماضي على إعدام اثنين من المتهمين بمساعدة منفذ الهجوم الأول. ويشير ذلك إلى امتلاك التنظيم قدرات عملياتية في الداخل الإيراني مكنته خلال أقل من عام من تنفيذ هجومين بالأسلوب نفسه، وفي المكان ذاته الذي يُعد ثالث أهم المزارات الدينية في إيران بعد ضريح الإمام الرضا في مشهد وضريح السيدة فاطمة المعصومة في قم.

على الجانب الآخر، تشير سرعة عناصر الأمن داخل الضريح في التعامل مع المهاجم وتوقيفه، قبل أن ينجح في قتل وإصابة عدد أكبر من الأشخاص، إلى تنفيذ الأجهزة الأمنية الإيرانية لخطة تأمين أكثر إحكامًا للضريح مقارنةً بالوضع العام الماضي، والذي أتاح آنذاك للمهاجم التجول بأريحية وهو يحمل سلاحًا آليًا لفترة طويلة داخل المكان، ما مكنّه من قتل وإصابة عدد كبير من الزوار.

إن تكرار وقوف عناصر تحمل جنسيات أجنبية خلف تنفيذ الهجومين على ضريح شاه جراغ، سيدفع الأجهزة الأمنية الإيرانية لتشديد عمليات الفحص والتدقيق تجاه الأجانب داخل البلاد، خصوصًا قرب المناطق الحساسة. كما يُرجَّح أن يعزز ذلك من مساحة التنسيق الأمني وتبادل المعلومات الاستخبارية مع الحكومة الأفغانية بقيادة "طالبان" والحكومة الطاجيكية فيما يخص أنشطة تنظيم "داعش".