الحدث:
كشفت مصادر عراقية مطلعة في العاصمة بغداد أن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، الجنرال "إسماعيل قاآني"، طلب من زعماء الفصائل والميليشيات العراقية الحليفة لطهران، خلال زيارة لبغداد، عدم تنفيذ أي هجمات ضد المصالح والمنشآت العسكرية الأمريكية، خصوصًا خلال الفترة الحالية التي شهدت عمليات استبدال للقوات الموجودة بالعراق بأخرى.
الرأي:
تشير التقارير إلى أن رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، طلب من الجنرال "قاآني" خلال لقاء جمعهما ضمان عدم قيام الفصائل المسلحة بأي عمليات استهداف للأرتال العسكرية التابعة للقوات الأمريكية، وأن هذا الطلب توجّه به "قاآني" للفصائل المسلحة خلال اجتماعه مع قادتها، وهو ما يشير إلى حرص "السوداني" على تجنب التعرض لمزيد من الضغوط الأمريكية، خاصةً مع تزايدها مؤخرًا على خلفية أنشطة تهريب الدولار من العراق إلى إيران، بما يتحدى العقوبات الأمريكية على طهران.
في الوقت نفسه، لا تريد إيران في الوقت الحالي أي تصعيد عسكري ضد الأمريكيين في العراق، في ظل حالة التهدئة غير المعلنة بين إيران والولايات المتحدة، والتي أسفرت عن صفقة الإفراج عن السجناء ورفع تجميد أرصدة إيرانية في الخارج، وهي صفقة يمثل نجاحها ضرورة للحكومة الإيرانية في ظل حاجتها لتخفيف الضغوط الاقتصادية المحلية.
بالمقابل، ومع توقّع أن تسفر هذه التطورات عن هدوء مؤقت في الساحة العراقية، فإن التحركات العسكرية الأمريكية الأخيرة التي تستهدف المليشيات الموالية لإيران في سوريا وقطع خطوط الإمداد الإيرانية بين العراق وسوريا، قد تؤدي إلى انهيار هذه التهدئة غير المعلنة في حال تصاعدت هذه التحركات الأمريكية في الساحة السورية.