رسائل تهديد لتل أبيب وأمريكا

قلق دولي وإقليمي من الجيل الجديد من المسيّرات الإيرانية

الساعة : 16:45
25 أغسطس 2023
قلق دولي وإقليمي من الجيل الجديد من المسيّرات الإيرانية

الحدث:

شارك الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، في الاحتفال باليوم الوطني للصناعات الدفاعية الإيرانية في الـ22 من آب/ أغسطس الجاري. وخلال الاحتفال أزاح الجيش الإيراني الستار عن أحدث طائراته المسيّرة، وهي طائرة "مهاجر 10"، كما سلّم الجيش قوات الحرس الثوري كميات من الصاروخين البالستيين "خرمشهر" و"الحاج قاسم".

الرأي:

حرصت السلطات الإيرانية على إبراز الاحتفالات بتدشين الطائرة المسيّرة الجديدة، والتي وصفها وزير الدفاع الإيراني، محمد أشتياني، بأنها تملك قدرات استثنائية؛ حيث يمكنها التحليق لمدة يوم كامل بمدى تشغيلي يصل إلى ألفي كيلومتر، وسرعة تصل إلى 210 كلم في الساعة، مع القدرة على حمل أنواع مختلفة من الذخائر الإيرانية مثل قنابل "قائم" و"الماس" و"دستواره"، وهو ما يجعلها قادرة على تهديد الأهداف "الإسرائيلية" داخل فلسطين المحتلة، الأمر الذي يتطلب تعزيز القواعد في سوريا بصورة خاصة، فضلًا عن الوصول إلى كافة أشكال التواجد الأمريكي في الخليج، وهو ما يعني زيادة قلق دول الخليج من "التهديد الإيراني" رغم مسيرة التطبيع السياسي الجارية.

على صعيد آخر، تتخوف الدول الغربية من جهتها من احتمال استخدام موسكو في نهاية المطاف لطائرة "مهاجر 10" في أوكرانيا، مثلما حدث مع الطراز السابق "مهاجر 6"، في ظل التعاون الروسي الإيراني المتنامي، والذي كشفت صحيفة "واشنطن بوست" خلال الشهر الجاري عن أحدث مجرياته بالاعتماد على وثائق مسربة من موظف يعمل في مصنع بمنطقة تتارستان الروسية. ومن خلال هذا التسريب تبيّن أن موسكو تعمل على إنتاج 6000 طائرة بدون طيار انتحارية باستخدام التكنولوجيا الإيرانية، ضمن صفقة بقيمة مليار دولار دخلت حيز التنفيذ في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، فيما يحاول المهندسون الروس تحسين تقنيات الإنتاج الإيرانية باستخدام الخبرة الصناعية الروسية، وهو ما قد يسفر عن إنتاج طائرات أكثر تطورًا.

كما يشير إنتاج طهران لطرازات جديدة من طائراتها المسيّرة إلى تمكّنها من تجاوز العقوبات الغربية، التي تهدف لإعاقة قدراتها التصنيعية عبر اعتمادها في نحو 90% من رقائق الحاسب والمكونات الكهربائية لتلك الطائرات على أجزاء تصنعها شركات غربية وتبيعها في الأسواق، وهو ما تسعى الأجهزة الغربية المختصة لتتبعه وعرقلته بعد تحليلها لمكونات الطائرات الإيرانية التي أُسقطت في أوكرانيا.

في السياق ذاته، فإن إعلان طهران خلال الآونة الأخيرة عن امتلاك أنواع جديدة من الطائرات المسيّرة والصواريخ البالستية، وصولًا إلى حديث وزير الدفاع عن التوصل لتقنية إنتاج المحرك النفاث التضاغطي لاستخدامها في إنتاج صواريخ فرط صوتية، يهدف إلى تعزيز قدرات الردع الإيرانية، وإيصال رسائل واضحة لتل أبيب التي تهدد باللجوء إلى استخدام الخيار العسكري لكبح جماح المشروع النووي الإيراني، وكذلك للرد على نشر الجيش الأمريكي لنحو ثلاثة آلاف جندي من قواته في الخليج مؤخرًا، بحجة ردع الأنشطة الإيرانية.