الحدث:
اندلعت احتجاجات شعبية في مدينة السويداء جنوب سوريا احتجاجًا على تردي الوضع المعيشي، خصوصًا بعد قرارات النظام بخفض دعم الوقود الذي تسبب في ارتفاع تكلفة المواد الغذائية والسلع الأخرى بشكل غير مسبوق. فقد خرجت أعداد كبيرة من المتظاهرين في ساحة الكرامة بالسويداء، مرددين شعارات مناهضة للنظام وحملوا أعلام الطائفة الدرزية، بينما أغلق النظام الطرق داخل وخارج السويداء لمنع انتشار الاضطرابات، التي انتشرت بسرعة إلى 52 موقعًا جنوب البلاد، بينها المحافظات المجاورة، درعا ودير الزور وشمالًا إلى حلب، ولا تزال هذه الاحتجاجات مستمرة لليوم الثامن على التوالي.
الرأي:
يختلف الحراك الحالي عن سابقه في عام 2011؛ فالعامل الأبرز في هذا الحراك هو إعلان المرجعيات الدينية الدرزية تأييدها له، وعلى رأسهم الشيخ "حكمت الهجري"، الذي كان لإعلانه وقع خاص شجّع أهالي السويداء على إعلان موقفهم الحاسم من النظام؛ تمثّل في رفع شعارات سياسية تطالب برحيل "بشار الأسد" ونظامه، وخروج إيران من سوريا، وتطبيق القرار الدولي 2254 بشكل كامل، وفي المقدمة منه البند المتعلق بتشكيل هيئة حكم انتقالي.
إن اندلاع الاحتجاجات في مناطق ومدن ذات أغلبية من العلويين والدروز ذوي النفوذ في أجهزة النظام أمر غير مسبوق، خصوصًا وأن هؤلاء هم الذين يشكلون النواة الرئيسية التي ظلت موالية لـ"الأسد" طوال السنوات الماضية، والتي استخدمها النظام لقمع الحراك السابق. وهذا التحول يمكن أن يشكل تغييرًا حقيقيًا في قواعد اللعبة بالنسبة للمعارضة، وهو ما افتقرت إليه في حراك 2011، ما سمح لـ"الأسد" بممارسة سياسة "فرق تسد" وترجيح كفة النظام.
ومن المتوقع أن تفضي هذه الاحتجاجات إلى أحد أمرين؛ إما أن تؤجج مظالم السوريين وتمتد إلى كافة أنحاء البلاد وتتحول إلى حراك شعبي يعصف بالنظام، أو أن يستطيع النظام من خلال الحل الأمني أو العسكري احتواء هذا الحراك وتأطيره والسيطرة عليه.