الحدث:
اندلعت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بين عناصر من قوات سوريا الديمقراطية "قسد" من جهة، وعناصر من العشائر العربية ومجلس دير الزور العسكري من جهة أخرى؛ حيث قُتل خلال الاشتباكات التي بدأت في الـ27 من آب/ أغسطس الماضي، 40 شخصًا بينهم خمسة مدنيين و20 من مسلحي العشائر، و15 عنصرًا من عناصر "قسد".
الرأي:
تعكس الاشتباكات بين العشائر العربية وقوات "قسد" حدة الخلافات بين أطراف الإدارة الذاتية شرق سوريا، ما يهدد بتفكك أجنحتها؛ حيث تنضوي تلك العشائر تحت لواء ما يسمى "المجلس العسكري لدير الزور"، وهو أحد الأجنحة العسكرية التابعة لـ"قسد"، إذ أدى اعتقال "قسد" لقائد المجلس "أبو خولة" بتهمة الثراء الفاحش وتهريب النفط إلى اندلاع اشتباكات بين الفصيلين. ووسع مقاتلو القبائل والعشائر العربية مناطق سيطرتهم في محافظة دير الزور شرق سوريا، بعد سيطرتهم على بلدات وقرى جديدة ووقوع اشتباكات عنيفة في مناطق أخرى وانشقاق عناصر من "قسد".
كما يأتي تصعيد "قسد" ضد "مجلس دير الزور العسكري" بعد نحو شهر على توترات جرى حلّها بوساطة أمريكية؛ حيث لوحظت حالة من الاعتراض لدى الأهالي في المنطقة على "الفساد المالي" داخل إدارة "قسد"، إلى جانب حالة الفلتان الأمني. وفي أول تعليق لها على الوضع، أصدرت "قسد" بيانًا قالت فيه إن "أبو خولة" اعتقل وعُزل من منصبه بتهمة الاشتراك في جرائم عديدة، تشمل تهريب المخدرات والإخفاق في التعامل مع تهديد "تنظيم الدولة الإسلامية" في المحافظة.
وتقول شخصيات من العشائر إن الاضطرابات المتزايدة الناجمة عن اعتقال "أبو خولة" كشفت عن الغضب العميق تجاه القوة التي يقودها الأكراد والتي تسيطر على السكان، وأغلبهم من العرب، في المحافظة الغنية بالنفط، بينما يشكو السكان العرب الذين يعانون من ظروف معيشية متدهورة من أن الإدارة التي يقودها الأكراد لا تمنحهم حصتهم من الثروة النفطية.
بدورها، لطالما نفت "وحدات حماية الشعب" الكردية، التي تزودها وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" بالأسلحة، ممارسة التمييز ضد العرب، وتقول إنها تسعى إلى رفع الظلم عن الأكراد الذي حرموا من ثقافتهم قبل بدء الصراع السوري عام 2011. وكانت "وحدات حماية الشعب" الشريك الرئيسي للولايات المتحدة في سوريا في طرد "تنظيم الدولة الإسلامية" من دير الزور، وهزيمة الجيش السوري وداعميه الروس ومنعهم من السيطرة على بعض أكبر حقول النفط السورية.