توتر متوقع في علاقات البلدين قريبًا

سياقات وتداعيات الهجوم على السفارة الإيرانية بباريس

الساعة : 14:30
13 سبتمبر 2023
سياقات وتداعيات الهجوم على السفارة الإيرانية بباريس

الحدث:

تعرضت السفارة الإيرانية في باريس لهجوم بقنابل حارقة ليلة التاسع من أيلول/ سبتمبر الجاري، ما أدى إلى اشتعال النيران في بابها الخلفي وتصاعد الدخان من نوافذ المبنى.

الرأي:

وقع الهجوم قبيل أسبوع من الذكرى السنوية الأولى لمقتل الشابة الكردية الإيرانية، مهسا أميني، إثر توقيفها على يد شرطة الأخلاق في العاصمة طهران لعدم ارتدائها الحجاب، وهو الحادث الذي تلته موجة احتجاجات واسعة أسفرت عن مقتل مئات واعتقال بضعة آلاف من المحتجين في إيران.

من جهتهم، يستعد معارضو النظام الإيراني لإحياء ذكرى مقتل "أميني" عبر مجموعة من الفعاليات والأنشطة داخل إيران وخارجها، تشمل دعوات للإضراب العام والتظاهر، فضلًا عن وقفات احتجاجية أمام السفارات الإيرانية بالخارج. هذه الوقفات عادةً ما تتضمن محاولات لإغلاق السفارات وإنزال العلم الإيراني عن المقرات، وصولًا إلى محاولة بعض المعارضين القيام بأنشطة أكثر خشونة من قبيل إلقاء زجاجات حارقة، كما حدث في واقعة باريس هذا الشهر وتعرض السفيرة الإيرانية بالدنمارك لمحاولة طعن على يد معارض إيراني في تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي.

من ناحيتها، تتهم السلطات الإيرانية عناصر جماعة "مجاهدي خلق" بالوقوف خلف الهجوم على السفارة بباريس، وتردد أنهم يتحركون وفق توجيهات من الحكومة "الإسرائيلية"، وهو اتهام توجد عليه بعض الشواهد؛ حيث عقدت وزيرة الاستخبارات "الإسرائيلية"، غيلا غامليل، اجتماعًا في لندن الشهر الجاري مع عدد من المعارضين الإيرانيين، شددت خلاله على أهمية الوحدة بين مكوّنات المعارضة الإيرانية، وضرورة تجاوز الخلافات البينية عبر التركيز على معارضة النظام.

ميدانيًا، شرعت الأجهزة الأمنية الإيرانية في تنفيذ إجراءات استباقية، شملت توقيف بعض أقارب قتلى احتجاجات العام الماضي وعدد من النشطاء المعارضين، خصوصًا الناشطات في مجال حقوق المرأة، فضلًا عن تعزيز التواجد الأمني في المحافظات التي شهدت احتجاجات واسعة العام الماضي مثل محافظتي كردستان وأذربيجان الغربية. كما قامت السلطات نهاية آب/ أغسطس الجاري الماضي بفصل عشرة من أساتذة الجامعات المؤيدين لاحتجاجات الطلاب العام الماضي.

ومن المتوقع أن توظف طهران حادث حرق مقر سفارتها بباريس لاتهام السلطات الفرنسية بالتهاون في حماية مقر السفارة، وتقديم غطاء سياسي لمنفذي الهجوم، وذلك في ظل سماحها بتنظيم جماعة "مجاهدي خلق" عددًا من الاجتماعات والمؤتمرات الدورية في باريس، وقد تشهد علاقات البلدين مزيدًا من التوتر في المدى القريب.