إصرار فتحاوي مدعوم على ضبط أمن المخيمات

اشتباكات مخيم "عين الحلوة" مرشحة نحو مزيد من التصعيد

الساعة : 14:00
14 سبتمبر 2023
اشتباكات مخيم

الحدث:

شهد مخيم "عين الحلوة" في مدينة صيدا (جنوب لبنان) اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، بين حركة "فتح" ومجموعة "الشباب المسلم" (بقايا من تنظيمات جند الشام  وغيرها). وأسفرت هذه الاشتباكات، التي بدأت منذ عدة أيام، حتى الآن  17 قتيلًا و148 جريحًا بينهم خمسة جرحى من الجيش اللبناني بعد استهداف حاجزين له على مداخل المخيم بالقذائف. وقد امتدت رقعة المواجهات إلى خارج أحياء المخيم؛ حيث تعرضت الأحياء والمناطق المجاورة في مدينة صيدا لرصاص طائش بشكل كثيف، الذي طال من بين المنشآت مكتب أمن الدولة في سراي صيدا الحكومي.

يذكر أن المخيم شهد نهاية تموز/ يوليو الماضي مواجهات عنيفة على مدار ستة أيام، أسفرت عن سقوط 12 قتيلًا وأكثر من 65 جريحًا بينهم مسؤول الأمن الوطني في المخيم، أبو أشرف العرموشي، وأربعة من مرافقيه، وذلك إثر  اغتيال الناشط الإسلامي "عبد فرهود".

الرأي:

لم يصمد طويلًا اتفاق وقف إطلاق النار  في مخيم "عين الحلوة" عقب الجولة الأولى نهاية تموز/ يوليو الماضي؛ إذ إن الشق الثاني من الاتفاق والمتعلق بتسليم طرفي القتال للمطلوبين في قتل "العرموشي" و"فرهود" لم يتم تنفيذه، بل كانت استعدادات الطرفين المتواصلة من أعمال التدشيم والتسليح  والاستنفار الدائم،  والسيطرة على مواقع متقدمة منها مجمع مدارس الأونروا، لا تدع مجالًا للشك في أن الوضع الأمني في المخيم مقبل نحو الانفجار في أي لحظة.

في غضون ذلك، لم تستطع حركة "فتح" في الجولة الأولى، وحتى الآن، تحقيق أي تقدم تجاه الأحياء التي تسيطر عليها مجموعة "الشباب المسلم"، رغم استقدامها عتادًا وعناصر مسلحة من المخيمات الفلسطينية الأخرى، واستخدامها قوة نارية كثيفة من بينها الصواريخ. وقد نأت قوى كثيرة، مثل "عصبة الأنصار" و"الحركة الإسلامية المجاهدة"، عن الدخول في المعركة، وهو ما أظهر ضعفًا وتشتتًا  في حركة "فتح" وقوات الأمن الوطني في السيطرة على أمن المخيم، وطرح بالمقابل تساؤلات حول تسليح وتدريب عناصر مجموعة "الشباب المسلم".

بالمقابل، من الواضح أن اتفاقيات وقف إطلاق النار ستبقى "حبرًا على ورق" في ظل إصرار "فتح" على تسلّم المطلوبين بقتل "العرموشي" من مجموعة "الشباب المسلم"، رغم تأثر مدينة صيدا بالمعارك وتوقف الحياة فيها بشكل شبه كامل. وبالتالي، فإن المواجهات مرشّحة للاستمرار، بل قد تكون أكثر حدةً وعنفًا، مع توجه "فتح" نحو إنهاء ملف هذه المجموعة والذي يبدو أنه يلقى تغطية أو دعمًا من أطراف داخلية وإقليمية ودولية، ترفض انكسار "فتح" وخروج أمن المخيمات عن نطاق سيطرتها.