تعهدات كردية عراقية بتنفيذ مطالب إيران

إجلاء المعارضة الإيرانية من كردستان العراق يحد من احتمالات التصعيد العسكري

الساعة : 14:15
18 سبتمبر 2023
إجلاء المعارضة الإيرانية من كردستان العراق يحد من احتمالات التصعيد العسكري

الحدث:

أعلن المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العراقية، تحسين الخفاجي، أن القوات الأمنية بدأت عملية لفرض القانون وسلطة الدولة على جميع النقاط الحدودية مع إيران، فيما أكد وزير الدفاع الإيراني، العميد محمد آشتياني، عدم تمديد الاتفاق الأمني مع بغداد الخاص بنزع سلاح الجماعات المسلحة الانفصالية الموجودة على الحدود العراقية الإيرانية، وطردهم من إقليم كردستان، والمفترض أن ينتهي سريانه بحلول الـ19 من أيلول/ سبتمبر الجاري.

الرأي:

سبق للحرس الثوري الإيراني في الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر 2022 أن أوقف هجماته الجوية وقصفه الصاروخي والمدفعي، الذي بدأ شنه في الـ24 من أيلول/ سبتمبر 2022 ضد مقرات ومواقع كل من "حزب كومله" (العصبة الثورية لكادحي كردستان)، والحزب الديمقراطي، و"حزب باك" (حزب كردستان الحرة)، وحزب "بجاك" (حزب الحياة الحرة)، وذلك لإعطاء الفرصة لحكومة كردستان العراق لإخلاء مقار الأحزاب الإيرانية الكردية من الإقليم تجنبًا لتكرار عمليات قصفها، لكن المطالب الإيرانية لم تُنفذ آنذاك.

 وقد تواصلت الضغوط الإيرانية على الحكومة العراقية في بغداد لتنفيذ طلبات طهران، وهو ما أسفر عن توقيع اتفاق بين إيران والعراق في آب/ أغسطس 2023، يقضي بمنع تسلل المسلحين من كردستان العراق إلى إيران وتسليم المطلوبين ونزع السلاح وإزالة المعسكرات.

ونظرًا لأن سيطرة القوات العراقية محدودة على المناطق الحدودية مع إيران في إقليم كردستان، فكان لابد من الاتفاق مع الأحزاب الكردية العراقية؛ حيث زار رئيس "حزب الاتحاد الوطني الكردستاني" العراقي، بافل طالباني، طهران في أيلول/ سبتمبر الجاري للقاء المسئولين الإيرانيين، وعلى رأسهم وزير الخارجية، حسين عبداللهيان. وتزامنًا مع الزيارة عُقد لقاء بين رئيس "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، مسعود البارزاني، والسفير الإيراني في بغداد، محمد كاظم آل صادق. وقد أسفرت تلك اللقاءات عن تعهدات كردية عراقية بتنفيذ المطالب الإيرانية، وهو ما أعرب عنه صراحةً رئيس إقليم كردستان العراق، نيجيرفان البارزاني، الذي أكد أن الإقليم ملتزم بالاتفاق الأمني بين العراق وإيران، وأنه لن يسمح بظهور أي تهديد أمني لإيران ينطلق من الإقليم.

من جهة أخرى، تتردد أقاويل في الأوساط العراقية أن الأحزاب الكردية الإيرانية ستُنقل إلى محافظة الأنبار غرب العراق بعيدًا عن الحدود الإيرانية، وهو ما لا يحظى بترحيب من المكونات السياسية والاجتماعية في المحافظة ذات الغالبية السنية، والتي لا تود أن تدخل في أزمات مستقبلية مع إيران بذريعة وجود معارضين إيرانيين فيها. من جهته، قال وزير الخارجية العراقي خلال لقاء مع نظيره الإيراني بطهران خلال الشهر الجاري إن الأحزاب الكردية المعارضة ستُنقل إلى مخيم للاجئين تحت إشراف الأمم المتحدة دون أن يحدد مكانه، فيما يصعب أن يُنقلوا إلى مناطق نفوذ المليشيات الشيعية الموالية لإيران.

إن نقل مقرات وعناصر الأحزاب الكردية الإيرانية من كردستان العراق يمثل مكسبًا جوهريًا لطهران التي فرضت طلباتها باستخدام القوة، لكن هذا الإبعاد لا يعني شل قدرة العناصر الكردية المسلحة على التسلل داخل إيران عبر الحدود الطويلة، أو الذوبان وسط أكراد العراق في شكل خلايا صغيرة، وهو ما سيتطلب منهم تغييرات في تكتيكات العمل لتجاوز حقبة المعسكرات والتجمعات الكبيرة.