الحدث:
قُتل ستة أشخاص، الإثنين الماضي، في ضربة يشتبه أنها بطائرة مسيّرة وُجهت إلى مطار "عربت" شرق محافظة السليمانية في إقليم كردستان شمال العراق. وبحسب المعلومات الأولية، فإن الطائرة المسيرة استهدفت مقرًا يشتبه أنه يعود لـ"حزب العمال الكردستاني"، لكن جهاز مكافحة الإرهاب في محافظة السليمانية أعلن مقتل وإصابة ستة من عناصره في ذلك القصف. وقال الجهاز إن "مطار "عَـربَت" في السليمانية تعرض لاستهداف من قبل المحتلين وأعداء الأمن والاستقرار في إقليم كردستان عبر طائرة مسيرة"، مؤكدًا أن "الهجوم لن يمر دون عقاب".
الرأي:
يقع مطار عربت في مدينة عربت (على بعد 50 كلم من السليمانية)، وكان مطارًا زراعيًا ثم قامت قوات التحالف الدولي بترميمه قبل بضعة أشهر، ليصبح مكانًا لتدريب القوات التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني، وهو مهيأ لاستخدامه من قبل طائرات الهليكوبتر. وهناك شكوك متزايدة بأن قيادة "حزب الاتحاد الوطني الكردستاني" جعلت من المطار مركزًا لتواجد "حزب العمال الكردستاني"، بسبب العلاقة الوثيقة التي تربط الحزبين.
لذلك، فإن فرضية أن تكون الطائرة المسيرة التي قامت بالهجوم هي طائرة تركية تبدو مرجحة، لكن أنقرة لم تعلن حتى الآن مسؤوليتها عن الهجوم. وتعليقًا على الحادث، قال رئيس "الاتحاد الوطني الكردستاني"، بافل طالباني، إن "قصف مطار عربت جزء من مؤامرات تستهدف أمن كردستان، وعلى بغداد منع هذا الخرق الفاضح لحدود الإقليم والعراق"، حيث يبدو أن تصريحات "طالباني" وبيان جهاز مكافحة الإرهاب في كردستان يشيران ضمنيًا إلى مسؤولية تركيا.
ومن المرجح أن تشهد منطقة السليمانية حملة أمنية ضد من يتعاونون مع الجيش التركي ويزودونه بالمعلومات؛ حيث توعد جهاز مكافحة الإرهاب الكردي بـ"الانتقام ممن سماهم العملاء والجواسيس الذين أعطوا معلومات عن وجود تلك القوات في المطار المذكور".
من جهته، ندد زعيم ميليشيا "عصائب أهل الحق"، قيس الخزعلي، بالقصف قائلًا إنه "انتهاك واضح للسيادة"، ودعا "الحكومة العراقية وكل القوى السياسية إلى الوقوف صفًّا واحدًا لإيقاف هذه الانتهاكات المتكرّرة"، مع العلم أن "حزب الاتحاد الوطني الكردستاني" يعتبر من المقربين لأحزاب "الإطار التنسيقي" ومن إيران.