الحدث:
أحرز المسؤولون السعوديون ووفد قيادي من الحوثيين، زار الرياض للمرة الأولى منذ بدء الحرب، تقدمًا في المفاوضات بشأن إنهاء الحرب، بحسب ما ذكرته وكالة "رويترز" في الـ20 سبتمبر/أيلول. وتناولت المفاوضات جدولًا زمنيًا لانسحاب قوات التحالف من اليمن، وبحث آلية تمكن الحكومة المركزية اليمنية من دفع رواتب الموظفين الحكوميين الذين يعيشون في الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون، وإعادة فتح الموانيء والمطارات التي يسيطر عليها الحوثيون وإعادة الإعمار.
كما كشف تقرير نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" أن واشنطن تضغط من أجل عقد اجتماع ثلاثي مع السعودية والإمارات، لرأب الصدع بين البلدين؛ حيث تشعر واشنطن بالقلق من أن الخلافات بين الرياض وأبوظبي ستؤثر سلبًا على مساعيها لتعزيز نفوذها بالمنطقة، وتخرب جهود تأمين اتفاق سلام دائم في اليمن. وقال أشخاص مطلعون على الأمر إن المبادرة التي يقودها المبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيم ليندركينج، يمكن أن تؤدي إلى محادثات هذا الأسبوع على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وفقًا للتقرير.
الرأي:
تأتي هذه الخطوة بعد عام تقريبًا من انتهاء وقف إطلاق النار على مستوى البلاد في اليمن، حيث من المرجح أن يستمر التقدم في المفاوضات بطيئًا وتدريجيًا، في ظل تمسك السعودية بإنهاء الحرب والتحول في حسابات إيران في اليمن، وعدم قدرة طرفي الحرب على تحقيق نصر عسكري نهائي. وحتى مع احتمال طول أمد المفاوضات، فإن الصراع العسكري بات في حكم المجمد، وهو ما سيحدّ من كثير من المخاطر الأمنية على السعودية، فضلًا عن انعكاس ذلك على التهدئة الإقليمية الأوسع بين إيران والمملكة.
بالمقابل، تشعر الإمارات وكأن السعودية قد أهملتها في المفاوضات الجارية، في ظل الفتور اللافت الذي تشهده العلاقات بين البلدين على خلفية تصاعد حدة التنافس الاقتصادي الإقليمي. ويعكس التحرك الأمريكي لمحاولة رأب الصدع قلق واشنطن من أن المفاوضات إن لم تكن منسقة بين البلدين الخليجيَين، فقد تؤدي إلى تقسيم اليمن إلى شمال يديره الحوثيون، وجنوب غير مستقر قد يشهد حربًا أهلية بين قوى الانفصال المدعومة من الإمارات والحكومة اليمنية المدعومة من السعودية.
في هذا الإطار، تجدر الإشارة إلى أن الإمارات تبدو مقتنعة بأهمية انفصال الجنوب لحسابات خاصة بها، وهو ما يجعل من المتوقع أن تكون التسوية في اليمن محل خلاف متزايد بين الإمارات من جهة والسعودية وإيران من جهة أخرى.