الحدث:
أعلنت وزارة الاستخبارات الإيرانية في الـ24 من أيلول/ سبتمبر الجاري اعتقال 28 شخصًا في محافظات طهران والبرز وأذربيجان الغربية، بتهمة الارتباط بتنظيم "داعش" والتخطيط لشن 30 تفجيرًا في وقت متزامن في نقاط مختلفة مزدحمة في العاصمة طهران بهدف زعزعة الاستقرار. كما أعلنت الاستخبارات ضبط مواد متفجرة وقنابل جاهزة وسترات ناسفة وأسلحة فردية أمريكية الصنع، وأجهزة اتصالات متطورة، وأزياء عسكرية، وخادم اتصالات تابع لإقليم كردستان العراق وعملات أجنبية.
الرأي:
تشن أجهزة الأمن الإيرانية حملة اعتقالات موسعة ضد المشتبه بعلاقاتهم بتنظيم "داعش" منذ آب/ أغسطس الماضي، وذلك عقب تعرض ضريح شاه جِراغ في مدينة شيراز بمحافظة فارس لهجوم مسلح هو الثاني من نوعه خلال أقل من عام، فقد سبق أن تعرض لهجوم دامٍ في الـ26 من تشرين الأول/ أكتوبر 2022، أسفر آنذاك عن مقتل نحو 15 شخصًا وإصابة 20 آخرين. وأشار ذلك إلى امتلاك التنظيم قدرات عملياتية في الداخل الإيراني مكّنته خلال أقل من عام من تنفيذ هجومين بالأسلوب نفسه وفي المكان ذاته الذي يُعد من أهم المزارات الدينية في إيران.
ورغم ما سبق، إلا أنه توجد شكوك حول صدق الرواية الأمنية الإيرانية بخصوص تخطيط الموقوفين لتنفيذ 30 هجومًا في وقت متزامن بطهران؛ حيث يتطلب تنفيذ هذا المخطط بنية تحتية لوجستية ضخمة داخل إيران وعشرات المجموعات، وهو ما لم يتوافر لتنظيم "داعش" في أوج قوته حين سيطر على أجزاء من العراق وسوريا، لذلك يُرجح وجود تضخيم في حجم المخطط بهدف إبراز تعرض إيران لتهديدات كبيرة، ولتعزيز الثقة في أداء الأجهزة الأمنية.
كما يشير تزامن الكشف عن المخطط أعلاه مع أجواء الذكرى السنوية الأولى للاحتجاجات التي تلت وفاة "مهسا أميني" في أيلول/ سبتمبر من العام الماضي، إلى أن من ضمن أهدافه المحتملة ترهيب المواطنين من التفكير في المشاركة في احتجاجات جديدة خوفًا من استهدافهم على يد تنظيمات مسلحة، وهي رسالة تكررت خلال الشهر الجاري؛ حيث أعلنت استخبارات فيلق فتح بمحافظة كهكيوليه اعتقال خلية من 15 شخصًا بحجة تخطيطهم لأعمال تخريبية وإثارة حالة من الانفلات الأمني في المحافظة. كما أعلنت استخبارات قوى الأمن الداخلي في محافظة أذربيجان الشرقية القبض على انتحاري، قبل تفجيره أسطوانات غاز في إحدى ساحات مدينة تبريز تستهدف متظاهرين محتملين، فيما أعلن قائد الحرس الثوري في مدينة قم عن اعتقال أعضاء خلية مسلحة خططت لمهاجمة مرافق عامة في المدينة بواسطة أكثر من 400 قنبلة يدوية.
والخلاصة أن تنظيم "داعش" لا زال يمثل تهديدًا لإيران؛ حيث يستفيد من تنوع جنسيات عناصره في آسيا الوسطى ووجود قواعد خلفية له في أفغانستان، فضلًا عن وجود جالية أفغانية كبيرة داخل إيران، في تنفيذ هجمات متباعدة تستهدف أهدافًا رمزية كما فعل خلال السنوات الماضية حين هاجم مبنى البرلمان الإيراني، وضريح قائد الثورة، آية الله الخميني، فضلًا عن ضريح شاه جراغ.
