الحدث:
أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن مدمرة أمريكية كانت تجوب شمال البحر الأحمر قد أسقطت ثلاثة صواريخ أرض-أرض ومسيرات عدة أطلقها الحوثيون من اليمن، مشيرةً إلى احتمال أن هذه الصواريخ والمسيرات كانت تستهدف أهدافًا في "إسرائيل"، فيما أكد البنتاغون عدم وقوع إصابات في صفوف المدمرة الأمريكية "يو إس إس كارني". يأتي هذا الحادث بعد تحذير زعيم جماعة الحوثي من التدخل الأمريكي في الصراع في غزة؛ حيث هدد بالرد باستخدام طائرات مسيرة وصواريخ وخيارات عسكرية أخرى إذا تدخلت الولايات المتحدة مباشرة في الأزمة.
الرأي:
يمثل إطلاق جماعة الحوثي صواريخ باتجاه "إسرائيل" حدثًا مهمًا يلقي بظلاله على التطورات الإقليمية والدولية، ويزيد من حجم التوترات المتصاعدة في المنطقة منذ بدء الحرب في غزة عقب عملية "طوفان الأقصى". وتعكس هذه الخطوة استعداد الحوثيين للخوض في عمق الصراع، كأداة إيرانية فاعلة يمكن من خلالها إيصال رسائل للمجتمع الدولي والإقليمي.
من جهة أخرى، تزامنت خطوة الحوثيين مع تحرك مجموعات عراقية مسلحة موالية لإيران، لاستهداف التواجد الأمريكي في قاعدة "عين الأسد" وغيرها، كما تزامنت مع استهداف قاعدة التنف التي تتواجد فيها قوات أمريكية في سوريا. ويشير هذا إلى أن تحرك الحوثيين لا يأتي أبدًا بمعزل عن رسائل إيران الموجهة للولايات المتحدة و"إسرائيل"، حول إمكانية توسع الحرب لتصبح متعددة الجبهات، ربما إذا تدخلت واشنطن بصورة مباشرة في غزو غزة بريًا، أو قد تكون هذه الرسائل تستهدف الضغط لمنع هذا الغزو، فضلًا عن الضغط للتخلي عن مخطط تهجير سكان غزة.
من جهتها، ترى جماعة الحوثي أن هذا الاستهداف يمثل فرصة لتعزيز موقعها وزيادة تأثيرها، ليس في اليمن فحسب بل في المنطقة كطرف يتخطى تأثيره حدود الصراع اليمني، الأمر الذي قد يدفعها لتكثيف الضغط على الأطراف المعنية في الصراع المحلي من خلال تصعيد الهجمات وزيادة التوترات. وقد يكون من شأن تدخل الحوثيين في حرب غزة أن يعطل الجهود الإقليمية والدولية الساعية للتوصل لاتفاق سلام في اليمن وإنهاء الصراع.
