الحدث:
وثّقت مصادر إعلامية منذ نهاية آب/ أغسطس من العام الماضي، 12 استهدافًا لمطاري حلب ودمشق الدوليين، كان منها تسعة على مطار حلب تسببت في خروجه سبعة مرات عن الخدمة، وثلاثة على مطار دمشق تسببت في خروجه مرتين عن الخدمة. وكان آخر هذه الاستهدافات الأحد الماضي؛ حيث أعلنت الحكومة السورية أن طائرات "إسرائيلية" شنت غارات متزامنة من اتجاه الجولان ومن أجواء البحر المتوسط، استهدفت مدرجات مطاري دمشق وحلب الدوليين، ونتج عن ذلك مقتل عاملين مدنيين في الأرصاد الجوية، وجرى تحويل الرحلات الجوية المبرمجة عبر مطاري دمشق وحلب إلى مطار اللاذقية.
الرأي:
يرى مركز "صدارة" أن الضربة "الإسرائيلية" الأخيرة على المطارين استهدفت كالعادة مهابط الطائرات، وذلك في محاولة لعرقلة تحرك الخبراء العسكريين والقياديين الإيرانيين في المنطقة بعد الأحداث الجارية في غزة. وقد نقلت مصادر ميدانية أن الضربة جاءت بعد ساعات من أنباء بثتها وسائل إعلام عبرية عن زيارة متوقعة لقائد الحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، إلى سوريا، وذلك بعد لقاءات أجراها في العراق مع قادة الميليشيات التابعة لإيران "لرفع الجاهزية والاستعداد وقت الحاجة"، وتنسيق التحركات مع الميليشيات التابعة لإيران على الجانب السوري، والتي وضعتها إيران في حالة تأهب قصوى، بعد نقلها من دير الزور إلى الجبهة الجنوبية المطلة على هضبة الجولان المحتلة، ونشر قوات المدفعية والصواريخ في تلك المنطقة.
ورغم عدم فاعلية النظام السوري فيما يتعلق باحتمالات توسع المواجهة مع الاحتلال، إلا أن الجبهة السورية ستظل تمثل ساحة محتملة لتوسع الحرب، نظرًا للتواجد الإيراني وتواجد القواعد الأمريكية، فضلًا عن إمكانية شن هجمات ضد الاحتلال من داخل الأراضي السورية.
تجدر الإشارة إلى أن الضربة الجوية الأولى التي وجهتها "إسرائيل" إلى مطاري دمشق وحلب في الـ12 من الشهر الجاري بعد بداية الحرب في غزة، تمت قبل أن تحط الطائرة التي تقل وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، في مطار دمشق، كما ضُرب مطار حلب بعد يومين من ضربة سابقة وفور إعادة تشغيله، حيث اعتبرت الخارجية "الإسرائيلية" تلك الضربات "رسالة تحذير" لإيران بأن عليها ألّا تتدخل في الحرب.