الحدث:
وقعت اشتباكات بين قوات البيشمركة الكردية (قوة 80 التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني) ووحدات من الجيش العراقي مساء 22/10/2023، وذلك بعد تقدم الجيش العراقي للسيطرة على ثلاث نقاط غادرها عناصر حزب العمال الكردستاني منذ 3 أيام، في قمة جبل قره جوغ شرق مركز قضاء مخمور، دون إشعار قوات البيشمركة بذلك، وبحسب أوامر مباشرة من رئيس أركان الجيش العراقي.
وبعد حضور قوة من البيشمركة إلى مواقع النقاط الثلاث ومطالبتها للجيش العراقي بالانسحاب، رفض الجيش العراقي الانسحاب وحصلت مشادة بين الطرفين تطورت إلى تبادل إطلاق نار، وأدى ذلك إلى مقتل عنصر من البيشمركة وإصابة 3 آخرين، فيما أصيب 9 عناصر من الجيش العراقي بينهم 3 ضباط، 2 منهم إصابتهما خطرة. على إثر الحادثة، أرسل الجيش العراقي قوات باتجاه مخمور للسيطرة على الوضع.
الرأي:
تشير تقارير إلى أن انسحاب نحو 400 عنصر من مسلحي "حزب العمال الكردستاني" مع أسلحتهم وترك مواقعهم، بما فيها من خنادق وكهوف في جبال قره جوغ، باتجاه جبال قنديل على الحدود بين العراق وإيران، جاء بناء على تفاهمات بين الحكومة العراقية وقيادة الحزب خلال الفترة الماضية، لتجنب القصف التركي والعمليات المستمرة ضد عناصر الحزب، وهي خطوة تشير لتقدم التفاهمات الأمنية بين بغداد وأنقرة.
لكن محاولة الجيش العراقي شغل النقاط الثلاث المطلة على مخيم مخمور للاجئين الأكراد الأتراك، قوبلت بالرفض من قبل البيشمركة الكردية التابعة للبارزاني، حيث يعتبرون أن انتشار الجيش العراقي في تلك المواقع هو تخطي وتجاوز لحدود الإقليم بحسب المادة 140 من الدستور العراقي.
وحمل أعضاء في البرلمان العراقي، مسؤولية الحادث، للحزب الديمقراطي، فيما أمر رئيس الوزراء العراقي "محمد شياع السوداني" بفتح تحقيق، قام على إثرها "قاسم الأعرجي" مستشار الأمن القومي بالوصول إلى أربيل للتحقيق.
وفي قراءته للحدث، يرى مركز "صدارة" أنه من غير المرجح أن يتطور الحادث إلى أكثر مما وصلت إليه الأمور حاليا، وذلك لعدم رغبة الطرفين بالتصعيد في الفترة الراهنة. لكن تبقى الحادثة هي محاولة من البارزاني لتثبيت مطالباته بحدود الإقليم وتمسكه بإقرار المادة 140 من الدستور العراقي.