الحدث:
قتل 11 من العسكريين السوريين بينهم 4 ضباط، وأصيب ما لايقل عن 10 آخرين بجراح جراء القصف الجوي الإسرائيلي بعد منتصف ليل الثلاثاء-الأربعاء 25 أكتوبر الجاري ،في حين ألقت طائرات إسرائيلية ، صباح الأربعاء، منشورات في سماء محافظة درعا حمّلت قوات النظام السوري المسؤولية عن إطلاق خمس صواريخ من الأراضي السورية، كما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه شن هجوماً على بنى تحتية عسكرية ومواقع لإطلاق قذائف هاون من الأراضي السورية رداً على إطلاق هذه الصواريخ ، استهدفت كتيبة الرادار بمحيط بلدة قرفا، واللواء 12 بمنطقة ازرع بريف درعا الشمالي، و طالت مستودعات للصواريخ والسلاح ورادار للدفاعات الجوية، ما أدى لتدميرها.
الرأي:
من الواضح أن الأوضاع في الجبهة الشمالية الغربية لدولة الاحتلال "الجولان السوري" تتصاعد تدريجياً ، لكنها لا زالت ضمن حدود ما يسمى قواعد الاشتباك، في ظل تعزيز جميع الأطراف قواتها في محاور الاشتباك المتوقعة، حيث بدأت إيران بتعزيز ميليشياتها في الجنوب السوري، وتحديداً محافظتي درعا والقنيطرة، حيث أرسل حزب الله اللبناني دفعات من مقاتلي النخبة لديه المعروفة بقوات "الرضوان"، واستقر قسم منها في معسكر طلائع البعث في بلدة نبع الفوار في ريف القنيطرة، الذي أعلن الجيش الإسرائيلي عن قصفه أيضاً الثلاثاء في 17 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، في حين تم إرسال دفعات من لواء القدس الفلسطيني المدعوم إيرانياً إلى مناطق حدودية في القنيطرة. كما أن هناك قوات تابعةً لإيران وحزب الله تتواجد في الأصل في الجنوب السوري، وفي المثلث بين درعا والقنيطرة حيث تتواجد ميليشيا "فاطميون"،بالإضافة إلى قسم من قوات الجيش السوري وعلى رأسها الفرقة التاسعة في مدينة الصنمين.
من المرجح أن لا تقوم إيران بفتح جبهة جديدة ساخنة ضد إسرائيل من الجولان السوري، فالجبهة السورية بالنسبة لإيران هي الأضعف مقارنةً مع غيرها من حيث النفوذ والسيطرة، والنظام السوري يحاول الابتعاد عن الانخراط في مواجهة مفتوحة مع إسرائيل، لذا قد تصطدم الرغبة الإيرانية مع التردد السوري في جبهة الجولان، لذا ستبقى الجبهة خاضعة لحسابات "الرسائل" المنضبطة عبر شبكة المجموعات الإيرانية والفلسطينية التابعة لها في الجنوب السوري دون تحولها لجبهة ساخنة كما في جنوب لبنان .