الحدث :
قال وزير الداخلية الأردني، مازن الفراية، إن منطقة الحدود الأردنية منطقة عسكرية لكونها "منطقة كمائن وإطلاق نار"، وأنه في حال دخل أحد المتظاهرين الحدود فقد يطلق عليه الرصاص من الجانب الآخر. وأضاف أن دعوات التظاهر عند الحدود "فرصة للمغرضين والمتربصين بأمن الأردن"، محذرا من أن المملكة "تحوي جماعات إرهابية ومتطرفة"، وأن أحد المناشير الخاصة بها كانت تدعو إلى الاشتباك مع القوات المسلحة والأجهزة الأمنية مع احتمالية التخريب والاندساس في المظاهرات. وقال الفراية إن هؤلاء المندسين يشرحون للناس كيفية إعداد "المولوتوف"، وكيفية مهاجمة السفارات من أماكن معينة.
الرأي :
بعودته لاستخدام نهج "شيطنة" الحراك الكبير ضد العدوان على غزة، يكشف وزير الداخلية الأردني حجم الضغوط والتهديدات الأمنية المتصاعدة داخلياً مع استمرار أسابيع الحرب على قطاع غزة. وقد سبق في مرات كثيرة أن استخدم مسؤولون أردنيون أسلوب الشيطنة وادعاء وجود "مخربين ومتطرفين وإرهابيين" مع كل حالة تظاهر عارمة تجتاح المملكة، كأسلوب لتخويف المتظاهرين. وتهدف السلطات من بدء الترويج لوجود هؤلاء "المخربين"، لمحاولة خلق سردية تفرقة تدفع المناطق المحسوبة عليه جهوياً وعشائرياً لضبط حراك أبنائها وصولاً لمنعهم، تحت لافتة منع استغلال "الإرهابيين" للساحة الأردنية ودفعها للفوضى والتصادم مع الدولة.
كما يعكس بدء العمل على بث هذه السردية مقدار الخشية من تفلت الأمور وخروجها عن السيطرة بالنظر للعدد الضخم من التظاهرات اليومية في مختلف محافظات المملكة، وحالة الإنهاك التي تواجه الأجهزة الأمنية منذ بدء معركة "طوفان الأقصى" في السابع من تشرين الأول/ اكتوبر الماضي، والدعوات المستمرة باتجاه اقتحام السفارات والحدود.