الحدث:
أصدر رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أمرًا بتعيين الفريق الركن، كريم عبود التميمي، رئيسًا لجهاز مكافحة الإرهاب بدلًا من الفريق الركن، عبد الوهاب الساعدي، ونقل الفريق الركن، أحمد سليم بهجت، من منصبه كقائد لعمليات بغداد إلى إمرة وزارة الدفاع، وتعيين اللواء الركن، وليد خليفة مجيد، بدلًا منه. وفي بيان له، قال الناطق باسم القوات المسلحة، اللواء يحيى رسول، إن "السوداني أجرى تغييرات لعدد من القادة في مواقع عسكرية عليا، لإعطاء فرصة للاستفادة من الطاقات العسكرية لتأخذ فرصتها في خدمة الوطن".
الرأي:
يعتبر الفريق "الساعدي" أحد القادة العسكريين الذين كَثُر حولهم اللغط في السنوات الماضية؛ حيث تعرض لإقالة مماثلة من رئاسته لجهاز مكافحة الإرهاب في عهد رئيس الوزراء الأسبق، عادل عبد المهدي، عام 2019 ثم أعاده لمنصبه رئيس الوزراء السابق، مصطفى الكاظمي، عام 2020. وذكرت تقارير في حينها أن سبب قيام "عبد المهدي" بإقالة "الساعدي" كان بسبب زيادة شعبيته في المناطق المحررة من "تنظيم داعش" خصوصًا محافظة نينوى، وفي عام 2018 قامت بلدية مدينة الموصل بنصب تمثال لـ"الساعدي" تخليدًا لإنجازاته في استعادة المدينة من "تنظيم الدولة" لكن مُنع افتتاحه رسميًا. وأثار قرار استبعاد "الساعدي" عام 2019 استياءً كبيرًا بين العراقيين، وباتت قضيته حديث الشارع ومنصات التواصل الاجتماعي، وفي "تظاهرات تشرين" كانت المطالب بعودته إلى منصبه أبرز شعارات المتظاهرين.
من جهتها، تخشى الأطراف الولائية في العراق من "الساعدي" بسبب علاقاته الوثيقة مع الجيش الأمريكي، وإعادة "الكاظمي" له عام 2020. كما تأتي الإقالة الأخيرة خشيةً من توظيف "الساعدي" لعلاقاته بواشنطن ضد التحركات العراقية والإيرانية، لتهديد وضرب المصالح والقواعد الأمريكية في العراق والمنطقة حال اتساع نطاق الحرب على غزة .
أما الرئيس الجديد للجهاز، الفريق الركن عبود التميمي، فهو من الضباط المقربين إلى "نوري المالكي" ويعتقد أنه ينتمي لـ"حزب الدعوة"؛ وبالتالي فهو الخيار المثالي للأطراف الولائية المحسوبة على طهران. وينسحب الأمر ذاته على استبدال الفريق الركن، أحمد سليم بهجت، من منصبه كقائد عمليات بغداد وتعيين اللواء الركن، وليد خليفة مجيد، بدلًا منه.