الحدث:
أكد مسؤول عسكري أمريكي، الثلاثاء الماضي، أنّ القوات الأمريكية في العراق "ردت دفاعًا عن النفس" على أولئك الذين نفّذوا الهجوم على قاعدة "عين الأسد" غرب البلاد الإثنين الماضي؛ حيث قامت طائرة مسيّرة باستهداف مركبة تابعة لفصيل "المقاومة الإسلامية في العراق" التابع لقوات "الحشد الشعبي" في منطقة أبو غريب، على بعد 30كلم غرب بغداد. من جهته، أكد مسؤول أمني في وزارة الداخلية أنّ السيارة كانت ضمن رتل مكوّن من أربع سيارات، وأفاد بإصابة شخص.
يذكر أن فصيل "المقاومة الإسلامية في العراق" أعلن، الإثنين الماضي، استهداف قاعدة "عين الأسد" للمرة الثانية خلال ساعات، مؤكدًا إصابة هدفه بشكل مباشر، كما استهدف قاعدة حرير شمال العراق بطائرة مسيرة، ليلة الأحد، مضيفًا أنّه حقّق إصابات مباشرة. وقد سبق ذلك نحو 61 استهدافًا للقوات الأمريكية في العراق منذ منتصف تشرين الأول/ أكتوبر.
الرأي:
تأتي هذه الضربات الأمريكية تنفيذًا للتهديدات التي أطلقتها سابقًا ضد الفصائل العراقية الموالية لإيران إذا استمرت في ضرب التواجد الأمريكي في العراق، فيما يعتبر هذا أول استهداف أمريكي للمجموعات العراقية داخل العراق وليس في سوريا منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر. وقد جاء الرد الأمريكي محدودًا، ما يشير إلى استمرار نهج الجيش الأمريكي بتجنب توسيع ضرباته حتى لا يساهم في تأجيج الأوضاع وزيادة حدتها في المنطقة، انطلاقًا من حرص واشنطن على عدم توسيع دائرة الحرب خارج غزة، وهذا ما يمكن ملاحظته من استهدافها لسيارة واحدة كانت ضمن رتل مكون من أربع سيارات ولم تسفر الضربة سوى عن جرح شخص واحد.
كما تأتي هذه العملية لرسم قواعد الاشتباك الواسعة بين إيران ووكلائها من جهة وبين القوات الأمريكية من جهة أخرى، للتأكيد على أن عدم رغبة واشنطن في تصعيد المواجهة لا يعني أنها ستتجاهل الهجمات التي تستهدف أصولها في المنطقة. ومن المرجح أن تواصل هذه الفصائل عملياتها في الأيام القادمة، للتأكيد على مناصرتها للفصائل الفلسطينية في معركتها مع الكيان الصهيوني، باعتبار أن هذا أمر مهم بالنسبة لحاضنتها الشعبية، وبالنسبة لمجمل النفوذ الإقليمي الإيراني الذي يحتاج لإثبات حضوره وصلابته في مواجهة الحشد الغربي لدعم الاحتلال.