الحدث:
قُتل ثمانية أفراد على الأقل من عناصر كتائب "حزب الله" العراقي وأصيب أربعة آخرون فجر الأربعاء، في قصف أمريكي على أهداف في منطقة جرف الصخر في محافظة بابل جنوب بغداد. وقالت القيادة المركزية الأمريكية إن ضرباتها الجوية على منشأتين تستخدمهما كتائب "حزب الله" المدعومة من إيران في العراق، تأتي كردٍ مباشرٍ على الهجمات ضد القوات الأمريكية وقوات التحالف.
بالمقابل، توعد "حزب الله" العراقي بتوسيع نطاق استهدافه للقوات الأمريكية، فيما أدانت الحكومة العراقية الضربات ووصفتها بأنها انتهاك لسيادتها. كما انتقد المتحدث باسم الحكومة العراقية تصرفات الجماعات المدعومة من إيران، مؤكدًا أن أي نشاط مسلح خارج المؤسسة العسكرية مستنكر وغير قانوني ويضر بالمصلحة الوطنية.
الرأي:
سبق أن استهدفت القوات الأمريكية، الثلاثاء الماضي، سيارة كانت تقل عناصر من "الحشد الشعبي" أدت لإصابة عدد منهم، فيما قُتل عنصر منهم بوقت لاحق متأثرًا بجراحه. وتأتي هذه العمليات الأمريكية بعد تعرض قواتها لهجوم في قاعدة "عين الأسد" بصاروخ باليستي قريب المدى، ما أدى لإصابة ثمانية أشخاص وأضرار طفيفة في البنية التحتية.
لكنّ اللافت في هاتين العمليتين الأخيرتين هو استهداف عناصر مسلحة مدعومة من إيران داخل الأراضي العراقية، بينما كانت واشنطن في السابق تستهدف تلك الجماعات المسلحة نفسها لكن داخل الأراضي السورية، ربما للحيلولة دون تصاعد المواجهات في العراق خصوصًا وأن هذه العمليات تجري دون تنسيق مع الحكومة العراقية، ما يسبب التوتر في العلاقات الدبلوماسية. بدورها، اعتبرت الحكومة العراقية أن العملية خارج المهام الموكلة للقوات الأمريكية في العراق والتي تتمتع بصفة استشارية وليست قتالية، لكن القوات الأمريكية قالت إن لديها حق الدفاع عن النفس بعد تلقيها 66 ضربة سابقة استهدفت قواتها في العراق وسوريا.
ويمكن القول إن هذه الضربة الأخيرة تؤكد أن القوات الأمريكية ستواصل الرد المحسوب على أي تهديد قواعدها في العراق، بعد أن ثبت لها أن الحكومة العراقية لا تمتلك القوة على فرض إرادتها على تلك الفصائل. ومن الراجح لدينا أن الفصائل المسلحة ستواصل بالمقابل عمليات استهداف التواجد الأمريكي إذا تواصلت الحرب "الإسرائيلية" في غزة بعد الهدنة، وهو ما قد يدفع الولايات المتحدة لتصعيد ردودها في العراق بما يتضمن استهداف قيادات ومواقع السيطرة في "الحشد الشعبي" والفصائل المسلحة.