رسالة حوثية مقابل أخرى أمريكية

مدمرة أمريكية تحرر ناقلة "إسرائيلية" قرب عدن في تطور لتصاعد عمليات الحوثيين

الساعة : 15:00
27 نوفمبر 2023
مدمرة أمريكية تحرر ناقلة

الحدث:

نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولين أمريكيين، أن المدمرة "مايسن" استجابت، بالتعاون مع سفن للحلفاء وطائرات حربية، لنداء استغاثة من السفينة التجارية "سنترال بارك"، وتأكدت من "أمان وحرية" ناقلة الكيماويات بعد ساعات من اختطافها على يد مسلحين في خليج عدن جنوب البلاد. وأوضحت القيادة المركزية أن عناصر من التحالف طالبوا المسلحين على متن السفينة بالإفراج عنها، وقام على إثر ذلك خمسة مسلحين بالنزول من السفينة وحاولوا الهرب على متن قارب صغير، قبل أن يستسلموا بعد أن لاحقتهم المدمرة "مايسن". ولاحقًا، قالت القيادة المركزية الأمريكية إن صاروخين سقطا في خليج عدن على مسافة تبعد قرابة عشرة أميال بحرية من السفينتين "مايسن" و"سنترال بارك".

وكانت شركة الأمن البحري "إمبري" أعلنت أن أشخاصًا يرتدون زيًا عسكريًا سيطروا على ناقلة نفط تابعة لشركة بريطانية "مرتبطة بإسرائيل" (عائلة عوفر الإسرائيلية)، بالقرب من عدن، مرجحة أن يكون الحادث مرتبطًا بعوامل سياسية.

الرأي:

يُعتبر هذا الهجوم الثالث على سفن مرتبطة بالاحتلال "الإسرائيلي" منذ أن أعلن الحوثيون استهداف سفن الاحتلال؛ حيث نجحوا بالفعل، الأسبوع الماضي، في اختطاف سفينة الشحن "الإسرائيلية" "غالاكسي ليدر"، فيما أعلن مسؤول دفاعي أمريكي، السبت، أن سفينة حاويات أخرى مملوكة لملياردير "إسرائيلي" تعرضت، الجمعة الماضية، في المحيط الهندي لهجوم بطائرة مسيّرة يشتبه أنها إيرانية مفخخة من طراز "شاهد-136"، ما تسبب بأضرار دون إصابات بشرية.

ويشير تكرار هذه العمليات، رغم عدم تبني الحوثيين رسميًا سوى الحادثة الأولى، إلى إصرارهم على الظهور كرقم مؤثر في المعادلة الأمنية الإقليمية، بما يتجاوز مسألة دعم المقاومة في غزة. وهو ما يراهن الحوثيون على تأثيره على موقفهم التفاوضي مع كل من السعودية والإمارات، وحتى مع الولايات المتحدة.

بالمقابل، ترسل الاستجابة العسكرية الأمريكية السريعة هذه المرة رسالة واضحة حول جدية واشنطن في التصدي لأنشطة الحوثيين في البحر الأحمر وخليج عدن، ليس فقط بهدف حماية السفن "الإسرائيلية"، لكن لانعكاس ذلك بصورة عامة على أمن الملاحة الدولية في الممر الحيوي. وسيظل من المحتمل كذلك أن تتخذ واشنطن خطوات أخرى مثل إعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أو فرض عقوبات على قيادتها.

يُذكر أن المدمرة "مايسن" جزء من المجموعة الضاربة المرافقة لحاملة الطائرات "أيزنهاور"، والتي أعلنت القيادة الأمريكية عبورها مضيق هرمز ودخولها مياه الخليج من أجل "ضمان حرية الملاحة في الممرات المائية"، حيث يشير ذلك لتزايد الأعباء الأمنية على واشنطن في المنطقة في ظل الحرب على غزة. ورغم ما يعنيه هذا من الحد من قدرة الحوثيين وإيران على القيام بعمليات ضد السفن "الإسرائيلية"، فإنه يوضح في الوقت نفسه نجاحهم في ممارسة ضغوط على الولايات المتحدة، التي لا ترغب في توجيه مزيد من الموارد العسكرية للشرق الأوسط، وتركيز جهودها على مناطق أخرى خاصة حوض الباسيفيك.

ورغم تنصل إيران من أي مسؤولية عن تلك الهجمات، فإنها ستواصل توفير الدعم السياسي المباشر لها؛ حيث اعتبرتها الخارجية الإيرانية "رد فعل طبيعي من جانب فصائل المقاومة على الوجود الأمريكي في المنطقة"؛ خاصةً وأن تواصل عمليات الحوثيين يزيد من حرص الأطراف الدولية والإقليمية على التفاهم مع إيران ويظهر فاعلية نفوذها الإقليمي.