زيارة مهمة محملة بملفات أمنية عديدة

رئيس الأركان الإيراني يزور بغداد على وقع حرب غزة والتعاون الأمني الثنائي

الساعة : 15:00
5 ديسيمبر 2023
رئيس الأركان الإيراني يزور بغداد على وقع حرب غزة والتعاون الأمني الثنائي

الحدث:

بدأ رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد باقري، زيارة إلى بغداد في الثاني من كانون الأول/ ديسمبر الجاري تستمر ثلاثة أيام، يناقش خلالها ملفات مكافحة الإرهاب والتطورات في المنطقة والتعاون الدفاعي الثنائي والتعاون الحدودي مع كبار المسؤولين العراقيين، بمن فيهم الرئيس ورئيس الوزراء ووزيري الدفاع والداخلية العراقيين.

الرأي:

تنبع أهمية الزيارة من منصب اللواء "باقري" ضمن التسلسل القيادي في إيران؛ فهو أكبر مسؤول عسكري بالبلاد حيث يشرف على هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، المسؤولة عن السياسة العسكرية والتوجيه الاستراتيجي للجيش، كما يشترك مع المقر المركزي لفيلق "خاتم الأنبياء" بالحرس الثوري في أداء مهام القيادة والسيطرة والتنسيق والدعم بين الجيش والحرس الثوري تحت إشراف المرشد الأعلى، علي خامنئي.

بشكل عام، يعتبر سفر "باقري" إلى الخارج قليل، وهو ما يشير لأهمية الزيارة الممتدة لثلاثة أيام، والتي تأتي عقب زيارة رئيس الوزراء العراقي، محمد الشياع السوداني، غير المجدولة خلال تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي للقاء المرشد "خامنئي"، بعد يوم واحد من اجتماع "السوداني" مع وزير الخارجية الأمريكي "بلينكن" في بغداد. وقد رجح ذلك آنذاك نقل "السوداني" لرسالة من الأمريكيين في ظل جهودهم لمنع توسع الحرب في غزة إلى حرب إقليمية، وضغوطهم على الحكومة العراقية لوقف هجمات فصائل المقاومة الإسلامية على القواعد الأمريكية، ومحاسبة المسؤولين عنها. وقد بلغ عدد تلك الهجمات 74 هجومًا ضد القوات الأمريكية في العراق وسوريا، منذ الـ18 من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي حتى بدء سريان الهدنة في غزة في الـ25 من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري.

واللافت في زيارة "باقري" إلى بغداد هو أن أول يوم فيها تزامن مع استئناف المقاومة الإسلامية في العراق هجماتها على القوات الأمريكية، بعد انتهاء الهدنة الإنسانية في قطاع غزة؛ حيث أُطلقت طائرة بدون طيار على القوات الأمريكية في أربيل، فيما رد الجيش الأمريكي بعد يومين بقصف مجموعة أخرى خلال استعدادها لشن هجوم على قواته في كركوك، ما أسفر عن مقتل خمسة من عناصرها. ومن هنا، فمن المتوقع أن يكون ملف الاشتباكات بين الفصائل الموالية لإيران في العراق والقوات الأمريكية على رأس أجندة اجتماعات "باقري".

كما إن من بين الملفات الأخرى على الطاولة، متابعة تنفيذ الاتفاقية الأمنية الموقعة بين البلدين العام الماضي، والتي تتضمن نزع سلاح الجماعات الكردية الإيرانية المعارضة المتواجدة في كردستان العراق وإبعادها عن الحدود الإيرانية، وتعزيز الإجراءات الأمنية على الحدود بين البلدين لمنع عمليات التسلل والتهريب، وهي ملفات تعطيها طهران أولوية لحماية أمنها الداخلي، ولذا ستشمل لقاءات "باقري" اجتماعًا مع وزير الداخلية العراقي لدوره في الملف الأمني.

كما يرجح أن تستمر هجمات فصائل المقاومة الإسلامية في العراق على القواعد الأمريكية، مع مواصلة تبرير طهران لها بأنها تأتي ردًا على العدوان على غزة، وأنها نتاج تحرك ذاتي لا يد لها فيه، رغم وجود غرفة عمليات مشتركة تشرف على عمليات "محور المقاومة"، وذلك ضمن جهود إيران للضغط على الولايات المتحدة كي تدفع "إسرائيل" لوقف الحرب.