الحدث:
أعلنت فصائل عراقية مسلحة أنها استهدفت قاعدة "عين الأسد" الأمريكية غرب العراق بطائرة مسيرة، وأكدت في بيان مقتضب عبر تطبيق "تليغرام" أنها أصابت هدفها بشكل مباشر، مشيرةً إلى أن الهجوم جاء ردًا على الجرائم التي يرتكبها الاحتلال "الإسرائيلي" بحق أهل في غزّة. وجاء هذا الهجوم بعد أن أعلنت جماعة "المقاومة الإسلامية في العراق" مقتل خمسة من عناصرها بقصف أمريكي، الأحد الماضي، فيما أعلن مسؤول عسكري أمريكي مسؤولية بلاده عن ذلك القصف، الذي وصفه بأنه "ضربة دفاع عن النفس" في العراق ضد "موقع إطلاق مسيرات" في كركوك بسبب "تهديد وشيك".
الرأي:
يمثل هذا القصف الأمريكي في كركوك أول تحرك استباقي من قبل القوات الأمريكية ضد المجموعات التي تستهدف تواجدها في العراق؛ حيث اقتصر السلوك الأمريكي خلال الأسابيع الماضية على الرد على الهجمات وليس تتبع عناصر تلك المجموعات واستهدافها بشكل استباقي. ويشير ذلك إلى تنشيط القوات الأمريكية لجهودها الاستخبارية في العراق، لمواجهة تصاعد وتيرة استهداف وقصف مقراتها من قبل الفصائل العراقية، كما يشير لتحركات أمريكية أكثر صرامة ضد تلك الفصائل في العراق.
وبينما ترفض الفصائل التحذيرات الأمريكية التي سبق أن وجهتها الإدارة الأمريكية للحكومة العراقية خلال زيارة وزير خارجيتها، أنتوني بلينكن، إلى بغداد، فإن الجهات السياسية الداعمة للفصائل المسلحة تمارس ضغوطها على حكومة "السوداني"، لمنع القوات الأمريكية من توجيه ضرباتها على تلك الفصائل باعتبارها تمثل خرقًا للسيادة الوطنية، الأمر الذي يضع "السوداني" بين ضغوط الجانبين، ويجعل علاقة بين حكومته والأطراف السياسية المنضوية في "الإطار التنسيقي" ليست في أفضل حالاتها؛ حيث تتهم تلك الأطراف "السوداني" بالخضوع للإملاءات الأمريكية.
والخلاصة أنه من المرجح أن تستمر تلك الضربات الأمريكية المحسوبة ضد الفصائل العراقية المدعومة من إيران، بينما لاتزال لدى الفصائل قدرة على مواصلة هجماتها، خصوصًا مع تصاعد وتيرة العملية العسكرية "الإسرائيلية" في غزة.