الحدث:
قال رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، في مقابلة مع وكالة "بلومبيرغ"، إن السلطة الفلسطينية تعمل مع مسؤولين أمريكيين على خطة لإدارة قطاع غزة في بعد انتهاء الحرب. وبحسب الوكالة، فقد أوضح "اشتية" أن النتيجة المفضلة للصراع هي أن تصبح حركة "حماس" الشريك الأصغر لمنظمة التحرير الفلسطينية، ما سيساعد على تأسيس دولة مستقلة تشمل الضفة والقطاع والقدس الشرقية. وفي سياق متصل، أفادت صحيفة "التايمز" أن فريقًا عسكريًا بريطانيًا يعمل في الضفة على إعداد السلطة الفلسطينية لتولي إدارة قطاع غزة.
الرأي:
يأتي حديث "اشتية" بعد حديث رئيس السلطة الفلسطينية والعديد من قيادة السلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية، عن استعدادهم لتولي المسؤولية عن إدارة القطاع بعد انتهاء الحرب، وهو مؤشر على خشية السلطة من أن تستبعدها حكومة "نتنياهو" من الترتيبات الجديدة في مستقبل غزة، والدفع بتشكيل جسم إداري جديد في القطاع بعيدًا عنها. وهذا السيناريو قد يجري تكراره في الضفة في حال تدهورت السلطة الفلسطينية في ظروف مستقبلية، خصوصًا في مرحلة ما بعد "محمود عباس".
في السياق ذاته، تظهر الخلافات بين "إسرائيل" وحلفائها الغربيين، لا سيما واشنطن ولندن، حول ما بات يعرف بـ"اليوم التالي" أو "غزة ما بعد الحرب"؛ حيث ترفض الحكومة "الإسرائيلية" عودة السلطة الفلسطينية إلى إدارة القطاع، واستمرار إصرار جيش الاحتلال على الاحتفاظ بدور أمني واسع في غزة بعد الحرب، يضمن عدم تكرار التهديد الذي واجهته دولة الاحتلال يوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر. ويبدو واضحًا أن الاحتلال لا يثق في قدرة السلطة على تلبية متطلباته الأمنية في غزة، كما إن لديه استراتيجية ثابتة هي الإبقاء على الفصل بين غزة والضفة، وذلك لقطع الطريق أمام أي محاولات لإحياء مشروع الدولة الفلسطينية.
ومع هذا، من المرجح أن تستمر إدارة "بايدن" في الضغط على "إسرائيل" للنظر إلى السلطة الفلسطينية، باعتبارها الجهة الأكثر احتمالًا لتولي إدارة القطاع بعد الحرب، مع ضمان أمريكي بدعم أمني للسلطة لتبديد مخاوف "إسرائيل" الأمنية، لا سيما وأن مثل هذا المقترح سيلقى قبولًا في العديد من عواصم المنطقة، خصوصًا عمّان والقاهرة.
أخيرًا، من المؤكد بأن شكل الإدارة في القطاع سيتغير بعد الحرب، لكن من غير المعروف ماهية الشكل الجديد؛ حيث إن التوافق على هيكل حكومي يلبي المصالح الفلسطينية و"الإسرائيلية" والمصرية والدولية على حد سواء يبقى تحديًا كبيرًا. كما إن ذلك الشكل الجديد سيتحدد أيضًا بناء على تطورات الميدان وكيفية نهاية الحرب، خاصةً مدى قدرة "حماس" على إجهاض خطط القضاء عليها وإقصائها من المعادلة في غزة.