الحدث:
نقلت وكالة "أسوشييتد برس" عن مسؤول عراقيّ (لم تسمّه) أن مدير المخابرات المركزية الأمريكية "سي آي إيه" حذّر رئيس وزراء العراقي، محمد شياع السوداني، من "عواقب وخيمة" إذا لم تتحرك بغداد لوقف الهجمات ضد القوات الأمريكية في العراق. من جهته، أعلن "حزب الله" العراقي، مساء الإثنين، مسؤوليته عن استهداف قاعدة أمريكية في الشدادي جنوب مدينة الحسكة السورية، وبعد ذلك بوقت وجيز تمّ "إطلاق صواريخ تجاه قاعدة "عين الأسد" التي تضم قوات أمريكية غرب العراق.
الرأي:
قد يكون التهديد الأمريكي الذي تم توجيهه إلى العراق عبر مسؤول رفيع جاء عقب الهجوم الصاروخي على السفارة الأمريكية في بغداد يوم الجمعة الماضي، والذي يعد بمثابة تصعيد إضافي؛ حيث يعتبر الاستهداف الأول لمقر دبلوماسي منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، والذي أثار مخاوف أمنية عامة لدى البعثات الغربية، وهو ما دفع رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، للتأكيد على التزام حكومته بأمن البعثات الدبلوماسية. وعلى الرغم من الضغوط التي يتعرض لها "السوداني" من قبل الولايات المتحدة، فإنه سيواصل إدارة التوازن بين الإرادة الإيرانية والأمريكية في العراق، خصوصًا وأن الجانبين ما زالا يتجنبان تصعيد المواجهة.
ومنذ انطلاق عملية "طوفان الأقصى"، أعلنت مجاميع عراقية مسلحة تطلق على نفسها "المقاومة الإسلامية في العراق"، مسؤوليتها عن 84 هجومًا مسلحًا ضد القواعد التي تتواجد فيها قوات أمريكية. واكتفى "السوداني" بإدانة تلك الهجمات والضربات الأمريكية المضادة باعتبارها انتهاكا لسيادة بلاده،لكن وعوده لملاحقة المسلحين المتورطين في الهجمات لم تسفر عن شيء كما هو متوقع.
بالنظر إلى طبيعة الهجمات التي تقوم بها الفصائل المدعومة من قبل إيران، فإنها تشير إلى أنها مصممة لتكون بمستوى أقل مما يثير رد فعل أمريكي واسع، وهو ما يأتي ضمن قواعد الاشتباك الإقليمية بين إيران والولايات المتحدة، والتي تهدف منها طهران وضع الولايات المتحدة تحت ضغوط لوقف الحرب في غزة دون أن يؤدي ذلك لمواجهة إقليمية واسعة.
