تنسيقٌ يقابله خلافات في ملفات أخرى

التعاون الأمني مستمر.. تركيا تسلم مطربًا إيرانيا لسلطات بلاده مطلوبًا في قضايا جنائية

الساعة : 15:15
13 ديسيمبر 2023
التعاون الأمني مستمر.. تركيا تسلم مطربًا إيرانيا لسلطات بلاده مطلوبًا في قضايا جنائية

الحدث:

تسلم القضاء الإيراني في محافظة أذربيجان الغربية من السلطات التركية المطرب الإيراني "أمير تتلو"، بعد عدة أيام من اعتقاله في إسطنبول في الثالث من كانون الأول/ ديسمبر الجاري، على خلفية تقديم القنصلية الإيرانية شكوى ضده تتهمه فيها بسب موظفي القنصلية والاعتداء الجنسي على فتيات إيرانيات تحت سن 18 عامًا في تركيا.

الرأي:

تشير مسارعة السلطات التركية إلى تسليم المطرب المذكور لإيران إلى مدى تشعب العلاقات بين البلدين، واستمرار التنسيق الأمني بينهما رغم الخلافات في العديد من الملفات الأخرى؛ ففي العام الماضي سلمت أنقرة إلى طهران الناشط الكردي الإيراني "سعيد ميرزائي"، بينما تسلمت منها الناشط الكردي التركي "سنور طامارا".

وتأتي عملية تسليم "تتلو" في ظل أجواء من التقارب بين موقفي البلدين فيما يخص الحرب على غزة، وهو ما تجلى في زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى أنقرة في الشهر الماضي للقاء الرئيس التركي "أردوغان" ووزير خارجيته "هاكان فيدان". لكن تأجيل زيارة الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، إلى تركيا التي كان مقررًا لها الشهر الجاري دون تحديد موعد لاحق أثار تساؤلات حول وجود خلافات بين الجانبين، وهو ما سعت طهران لنفيه على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية، والذي أشار إلى أن الزيارة كانت ستبنى على مخرجات لقاء وزيري خارجية البلدين في نيويورك، وهو اللقاء الذي لم ينعقد لتعذر سفر وزير الخارجية الإيراني إلى الولايات المتحدة، وبالتالي تقرر تأجيل القمة الرئاسية الثنائية.

لكن رغم توصل البلدين لهذا المستوى من التنسيق الأمني، فإن هذا الملف تشوش عليه الخلافات وتباين المصالح في ملفات أخرى، في مقدمتها تعثر تطبيع العلاقات التركية السورية على خلفية مطالبة نظام "الأسد" بانسحاب القوات التركية أولا، وهو أمر ليس واردًا في حسابات أنقرة حاليًا. هذا، إضافةً إلى تعرض القواعد التركية في العراق لهجمات من فصائل شيعية موالية لإيران، والدعم التركي لأذربيجان في مواجهة الدعم الإيراني لأرمينيا، ورفض طهران لفتح ممر زانجيزور الذي سيقلص من حدودها البرية مع أرمينيا لصالح تدشين اتصال بري مباشر بين تركيا وأذربيجان عبر جمهورية ناخيتشفان ذاتية الحكم.

بالمقابل، يتوقع أن ينعكس توتر العلاقات التركية "الإسرائيلية" على خلفية العدوان على غزة، بصورة إيجابية على العلاقات التركية الإيرانية، وأن يستمر الجانبان في إدارة خلافاتهما مع استمرار التعاون الأمني في القضايا المشتركة، وفي مقدمتها الملفات الأمنية ذات البعد الجنائي، والتعاون في مواجهة الجماعات الكردية المعارضة.