الحدث:
أعلن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" عن تنفيذ عملية إنزال جوي لنحو 7 أطنان من الإمدادات العسكرية واللوجستية لقواته المتقدمة في محور القتال في "خانيونس"جنوب قطاع غزة، حيث تعُد هذه العملية، هي الأولى من نوعها منذ حرب لبنان الثانية عام 2006. وأضاف جيش الاحتلال بأنه قد تم تنفيذ الإمداد بالإنزال المظلي من طائرات من نوع "سامسون" تابعة للقوات الجوية.
الرأي:
منذ انتهاء الهدنة المؤقتة مطلع الشهر الجاري، وسّع جيش الاحتلال من هجومه البرّي جنوبي قطاع غزة، لا سيما في مدينة "خانيونس"، التي تحولت إلى منطقة الجهد الرئيسي لجيش الاحتلال بهدف تحقيق تقدّم سريع في هذا المحور.
ويُلاحظ أن جيش الاحتلال غيّر من تكتيكات التقدم البري في محور "خانيونس" مقارنة بشمال غزة، حيث كان يعتمد على التقدم البطيء جدًا وقضم الأرض، بينما لم يعتمد على ذلك في محاور القتال في "خانيونس"؛ وذلك ربما قد يعود إلى أن التكتيك السابق لم يُحقق النجاح المطلوب في محور شمال غزة، أو إلى اختلاف ساحة العمليات نفسها وطبيعة الأهداف التي يسعى الاحتلال لتحقيقها.
وبالنظر إلى الموقف الميداني في المناطق الشرقية والشمالية لخانيونس فإن المقاومة الفلسطينية طورت من أساليبها الدفاعية؛ حيث أدخلت سلاح القناصة بوتيرة أعلى، ولا سيما في منطقة "الزنة" ببلدة "بني سهيلا"، بالتزامن مع استهداف الدبابات والآليات العسكرية "الإسرائيلية" بالقذائف المضادة للدروع والإنزال من خلف خطوط جيش الاحتلال. الأمر الذي صعّب من عمليات القتال في "خانيونس" على جيش الاحتلال وفق شهادات عسكرية "إسرائيلية"، أشارت إلى أن "القتال في خان يونس يكلفنا الكثير"، بالتزامن مع تأكيد صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية بأن الجيش يواجه أشد مقاومة منذ بدء الحرب في "خانيونس".
لذلك؛ من المحتمل أن يكون جيش الاحتلال قد لجأ للإنزال الجوي بسبب صعوبة الوصول عن طريق البر إلى جزءٍ من قواته المتوغلة، ولمحاولة تفادي تكتيكات وضربات المقاومة في المنطقة وتعريض جنوده وقوافل الإمداد للخطر. وبالإضافة إلى ما سبق، ربما يريد جيش الاحتلال "الإسرائيلي" استكشاف تجهيزات المقاومة وقدرتها على مواجهة أي عمليات إنزال جوي، حيث إنه قد يعمد للقيام بعمليات إنزال جوي لقواته في المناطق الغربية لخانيونس لتحقيق أي من أهدافه المعلنة ولا سيما تحرير "الأسرى الإسرائيليين" لدى المقاومة الفلسطينية.
