هجمات "الحوثيين" تهدد خطة السلام مع السعودية لكنّها تمنح إيران ورقة تفاوض حيوية

الساعة : 16:00
13 ديسيمبر 2023
هجمات

الحدث:

حذرت الولايات المتحدة جماعة "أنصار الله الحوثي" من إمكانية فشل خطة السلام التي تم التفاوض عليها في اليمن مع السعودية، وتم تسليمها إلى مبعوث السلام التابع للأمم المتحدة، إذا استمرت هجمات الجماعة على السفن التجارية المتوجهة إلى "إسرائيل". فيما أعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أن وزير الدفاع، لويد أوستن، سيسافر إلى الشرق الأوسط هذا الأسبوع، للعمل على "تكثيف الجهود الدولية لحماية التدفق الحر للتجارة عبر البحر الأحمر، بينما سافر مؤخرًا المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، تيم ليندركينج، إلى الدوحة لإجراء محادثات مع السعودية وأعضاء الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا.

من جانبه أعلن الناطق العسكري باسم "لحوثيين"، يحيى سريع، أن الجماعة استهدفت سفينة "استريندا" التابعة للنرويج المحملة بالنفط والمتجهة إلى "إسرائيل"، بـصاروخٍ بحري، يوم الثلاثاء، موضحًا أنّ السفينة استُهدفت بعد رفض طاقمها التحذيرات، متوعدًا باستهداف أي سفينة تخالف التحذيرات، وتابع: "منعنا في اليومين الماضيين مرور سفن استجابت لتحذيراتنا دون استهداف"، مؤكّدًا استمرار ذلك حتى إدخال الغذاء والدواء إلى غزة. من جانبه، قدم "محمد علي الحوثي"، رئيس "اللجنة الثورية العليا"، نصائح للسفن العابرة للبحر الأحمر حتى تتجنب المخاطر، تشمل عدم الذهاب إلى الموانئ المحتلة بفلسطين، وعدم إغلاق أجهزة المناداة، والاستجابة السريعة لأوامر البحرية اليمنية، إضافةً لعدم تزوير الهوية ورفع أعلام غير أعلام الدولة المالكة.

الرأي:

تشير هذ التطورات إلى سرعة تدهور التصعيد في البحر الأحمر وعدم قدرة الأطراف الدولية، خاصةً الولايات المتحدة، على احتوائه دون خطوات قد يكون لها تبعات أوسع مازالت واشنطن تحرص على تجنبها. وبينما تبدو الهجمات "الحوثية" مزعجة للرياض فإن أولوية السعودية ستظل التمسك باتفاق السلام والعمل على عدم انهياره.

وتدرس الولايات المتحدة الأمريكية سلسلة خيارات وإجراءات للتعامل مع التطورات المستجدة في البحر الأحمر، وأول الخطوات الأمريكية المحتملة، هي اتخاذ إجراءات عقابية ضد "الحوثيين"، مثل إعادة إدراجهم ضمن المنظمات "الإرهابية"، وهي خطوة مازالت الإدارة الأمريكية مترددة حيالها رغم ضغوط في الكونغرس؛ لأنها ستقوض خطة السلام التي مازالت تفاصيلها غير معلنة؛ حيث سيؤدي التصنيف إلى حظر الأموال التي من المقرر وضعها في البنوك لدفع رواتب الموظفين، وهو مطلب أساسي "للحوثيين" في المرحلة الأولى من السلام، كما أن الافتتاح المخطط لأي موانئ بحرية أو مطارات لن يكون ممكنًا.

أما الخطوة الأخرى، والتي يتوقع أن تتصدر أجندة وزير الدفاع الأمريكي، هي تطوير قوة العمل البحرية المشتركة في البحر الأحمر، أو حتى إنشاء مهمة بحرية جديدة أوسع، تشمل إلى جانب الشركاء الإقليميين أطرافًا دولية مثل المملكة المتحدة وفرنسا. كما تحرص واشنطن على مشاركة الصين بالنظر لمصالح الصين التجارية في تأمين الملاحة عبر باب المندب، نظرًا لدور الصين كوسيط السلام بين السعودية وعلاقاتها الوثيقة مع إيران، على اعتبار أنّ انضمامها للقوة سيمثل ضغطًا على الموقف الإيراني، ربما يؤدي لضغوط إيرانية على "الحوثيين".

ومع ذلك؛ فإن نجاعة هجمات "الحوثيين" في إثارة القلق الدولي، فضلًا عن تهديد مصالح تجارية لـ"إسرائيل"، يجعلها خيارًا أقل كلفة بالنسبة لإيران مقارنة بأي تصعيد عسكري في الجبهة الشمالية مع لبنان، أو تطوير استهداف القوات الأمريكية في العراق وسوريا. وبالتالي، فمن المرجح أن تستخدم إيران هذه الورقة من أجل الضغط لتحقيق بعض المكاسب، خاصةً وأن "الحوثيين" يربطون وقف هذه الخطوة بإدخال الغذاء والدواء إلى غزة، وليس وقف الحرب.