تغير فرنسي سيؤثر على علاقة الطرفين

وصف "ماكرون" لحزب الله بالمنظمة الإرهابية قد يقيد تأثير باريس في الملفات اللبنانية

الساعة : 15:45
26 ديسيمبر 2023
وصف

الحدث:

وصف الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في مقابلة صحفية مع قناة "فرانس 5"، "حزب الله" بالمنظمة "الإرهابية"؛ حيث قال: "إن فرنسا عززت في الأسابيع الأخيرة جهودها المتواصلة منذ سنوات، لتجنّب انضمام "حزب الله"، "المجموعة الإرهابية الأخرى" الموجودة في لبنان، إلى "حماس" التي تهدد أمن "إسرائيل" والمنطقة بأسرها".

الرأي:

يعتبر توصيف "ماكرون" موقفًا غير مسبوق للسياسة الفرنسية الخارجية تجاه "حزب الله"؛ فهي المرة الأولى التي يصف فيها الرئيس الفرنسي الحزب بأنه منظمة "إرهابية"، بينما كان "ماكرون" نفسه، الذي سبق أن التقى رئيس كتلة "الحزب" النيابية، محمد رعد، يقول إنه ليس من شأن بلاده أو أي قوى خارجية أن تقيّم حسن سلوك أي قوة سياسية ممثلة في لبنان، بل إن هذه المهمة تعود للشعب اللبناني، كما كان يؤكد أن حرب غزة لم تؤثر على العلاقات مع الحزب.

في هذا السياق، كانت باريس ترفض بشدة هذا التوصيف مخالِفةً برأيها دولًا عدة في الاتحاد الأوروبي كانت قد أدرجت الحزب على لائحة "الإرهاب"، كما تعاملت مع الحزب بانفتاح دائم كجزء من النظام القائم في لبنان. وكان لافتًا ذلك النشاط الدائم والمكثّف للدبلوماسية الفرنسية مؤخرًا؛ بدءًا من زيارة المبعوث الرئاسي، جان إيف لودريان، مرورًا بوفد وزارتي الخارجية والدفاع ومدير المخابرات، برنار إيمييه، وانتهاءً بوزيرة الخارجية، كاترين كولونا.

وبغض النظر عن خلفيات الموقف الفرنسي وكونه تغيرًا استراتيجيًا أم تكتيكيًا، انسجامًا مع الجو العام في الولايات المتحدة وأوروبا ضد قوى المقاومة عمومًا، فإن مقاربة "ماكرون" الجديدة تثير تكهنات في المرحلة المقبلة حول انعكاسها وتأثيرها على مجمل دور فرنسا في لبنان، وإمكانية طرحها أو رعايتها لمبادرات أو حلول في قضايا حساسة؛ مثل ملف رئاسة الجمهورية، والوضع الملتهب جنوب لبنان. وفي المقابل، فإن الطريقة التي سيتلقّف بها "حزب الله" هذا الموقف الفرنسي المستجد ستحدد على الأغلب مسار العلاقات بين الطرفين.