الحدث:
أفاد مصدر أمني، الثلاثاء الماضي، بإصابة 12 عنصرًا في وزارة الداخلية وستة عناصر من هيئة الحشد الشعبي بجروح متفاوتة، إثر قصف للطيران الأمريكي استهدف مقرات تابعة للحشد وسط محافظة بابل. وأعلن وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، في وقت سابق من فجر الثلاثاء، شن القوات الأمريكية ضربات على ثلاث منشآت تستخدمها "كتائب حزب الله العراقية" والجماعات التابعة لها في العراق. كما أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أمر بشن ضربات جوية انتقامية ضد الميليشيات المدعومة من إيران، ردًا على هجوم شنه مسلحون على قاعدة أربيل الجوية في العراق أسفر عن إصابة ثلاثة عسكريين أمريكيين بجروح.
الرأي:
مع استمرار الحرب في غزة، أصبح من المستبعد توقف التوترات الأمنية الإقليمية التي تشمل مناطق عديدة، رغم كل المحاولات الأمريكية لتجنب توسع دوائر التوتر تجنبًا لتدهور الأمور نحو صراع إقليمي حقيقي. وفي العراق بصورة خاصة، تتركز الهجمات المرتبطة بحرب غزة على المصالح الأمريكية، بسبب انتشار قواعدها العسكرية بمناطق عديدة، ما يجعلها هدفًا سهلًا لضربات الجماعات المسلحة المرتبطة بإيران.
فمن جهتها، أظهرت المجموعات العراقية خلال الأيام القليلة الماضية إصرارًا على مواصلة استهداف الأهداف الأمريكية، رغم الضربات الانتقامية والاستباقية التي نفذها الطيران الأمريكي مؤخرًا ضد هذه المجموعات والتي أوقعت قتلى وإصابات في صفوفها، فضلًا عن الضغوط السياسية والأمنية الأمريكية على حكومة "السوداني"، بما فيها التلويح بإغلاق السفارة الأمريكية في بغداد.
ومن المرجح أن تبدي القوات الأمريكية في العراق سلوكًا حازمًا وأن تصعد عمليات استهداف الفصائل العراقية المسلحة، وهو ما سيُبقي على دائرة العمليات الأمنية المتبادلة خلال الأسابيع المقبلة طالمًا استمرت الحرب في غزة دون التوصل لوقف إطلاق النار. وستكون الإدارة الأمريكية مضطرة لإبداء الحزم تجاه هذه الاستهدافات؛ أولًا لحماية جنودها في العراق وسوريا، وثانيًا لتجنب الانتقادات الداخلية التي يقودها الجمهوريون لإحراز نقاط على حساب الديمقراطيين في حملاتهم الانتخابية.