الحدث:
نفى المركز الوطني الأردني للأمن وإدارة الأزمات إقامة ملاجىء في منطقة الأزرق شرقي المملكة، للفلسطينيين المرتقب تهجيرهم من قطاع غزة أو الضفة الغربية المحتلة، مؤكدًا أنه لا صحة لما نقله فيديو لأحد المواطنين يصوّر ما قيل إنه مخيم جديد يجري إعداده لاستقبال لاجئين فلسطينيين. وأوضح المركز أنّ الملاجئ الظاهرة في الفيديو يتم العمل عليها منذ منتصف العام الجاري، ضمن الخطة الاستراتيجية الوطنية للحد من المخاطر، التي تشمل الأزمات والكوارث الطبيعية، ولا علاقة لها بتطورات الأحداث الجارية في قطاع غزة.
الرأي:
يأتي النفي الرسمي لإقامة مخيم الأزرق وسط حالة تشكيك شعبية في كثير من التحركات والمواقف والتصريحات، التي صدرت أو قامت بها الدولة منذ بدء العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة. ورغم وضوح وصرامة الموقف الرسمي الصادر عن الملك ورجال الدولة برفض التهجير أو استقبال لاجئين فلسطينيين من الضفة الغربية أو غزة، فإن ذلك لم يمحُ حالة الشك التي لا تزال تخيم على الأردنيين في مجالسهم الخاصة والعامة، والتي تأتي في ظل اتهامات للدولة بتقديم خدمات لوجستية للقواعد الأمريكية والفرنسية في الأردن، وربطها بالغطاء والدعم الذي تقدمه تلك الدول لدولة الاحتلال في حربها على غزة.
كما يأتي التشكيك في نوايا الدولة وتحركاتها في ظل موافقة الاحتلال للسلطات الأردنية على إقامة مستشفيات ميدانية عسكرية في الضفة الغربية، وتنفيذ عمليات إنزال إغاثي جوي داخل قطاع غزة، واستمرار تغطية تصدير البضائع والخضروات إلى دولة الاحتلال، والسماح بمرور جسر بري من الشاحنات المحملة بالمواد التموينية واللوجستية من جبل علي بدبي مرورًا بالأردن إلى دولة الاحتلال.
والمحصلة أنه رغم هذا التشكيك، لا زال من المرجح عدم تغيّر الموقف الأردني إزاء رفض التهجير، والذي ينظر إليه أردنيًا كتهديد للوضع الأمني الداخلي للبلاد.
